الآية
﴿إِذۡ جَاۤءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبࣲ سَلِیمٍ﴾ [الصافات ٨٤]
حيث يكون الحديث عن سيدنا إبراهيم عليه السلام، يكون الحديث ذو شجون، ومن خلال من كتاب الله تعالى ، فإنّه حديث يأخذ العقول، ، والحديث عن مثل هذه الأمور هي إشارة إلى آية واحدة من كتاب الله فقط، جاءت من ضمن التزكية التي زكى الله فيها سيدنا إبراهيم بقوله ﴿إِذۡ جَاۤءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبࣲ سَلِیمٍ﴾ وهنا يجب علينا أن نطرح السؤال التالي: ما هو القلب السليم؟ الذي أثنى الله به على عبده إبراهيم ؟
ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه المعروف إغاثة اللهفان حيث قال:” هو الذي قد سلم منى كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره، فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله، وخوفه ورجائه، والتوكل عليه، والإنابة إليه، والذل له، وإيثار مرضاته في كل حال، والتباعد من سخطه بكل طريق”.
وسيدنا إبراهيم عليه السلام الله جعله الله إماماً نقي الباطن، نقي القلب، وقد شهد له كتاب الله بذلك عندما قال عنه ﴿إِذۡ جَاۤءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبࣲ سَلِیمٍ﴾ ولا يوجد ريب أو شك أنّ سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي قرأنا الكثير من أخلاقه وصفاته وأفعاله بل حتى بلاءه ، يدلنا على أنّه يحمل قلباً سليماً نقياً، كما قال الله عنه
ولم نقرأ عنه نص أنّه قام بالدعاء على من خالفه من أعدائه، رغم الأذى الذي تعرض، بل جاء أنّه طلب لهم المغفرة (وَمَنۡ عَصَانِی فَإِنَّكَ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ).[إبراهيم ٣٦]