اقرأ في هذا المقال
كان الفلاحون في قديم الزمان يهتمون بالأبقار والثيران بشكل كبير؛ وذلك لأنهم يعتمدون عليهم في أمور حراثة الأرض التي كانت مصدر رزق الكثيرين من الأشخاص بالإضافة إلى درس المحصول، وكما كانت بمثابة وسيلة نقل يتنقلون بها من أجل قضاء حاجاتهم، وما زال بعض الأشخاص يعتمدون عليها حتى يومنا هذا.
مضمون مثل “إللي بيحضر بقرته بتجيب ثور أبرق”:
الثور الأبرق هو من أفضل وأجود أنواع الأبقار في هولندا، إذ قيل المثل الإنجليزي لبيان كمية اهتمام الأوروبيين بأن يحصلوا على أبقار تشبه الثور الهولندي في مواصفاته، حيث كان هذا النوع من الأبقار مشهور بأنه من أكثر أنواع الأبقار التي تدر الكثير من الحليب، بالنسبة إلى أنواع الأبقار الأخرى الموجودة في ذلك الوقت، بالإضافة إلى كمية اللحوم التي توجد في هذا النوع من الأبقار، فهي كانت من أكثر العجول التي تحتوي على اللحم على الإطلاق.
وقد فُسر الحكماء الغرب والعرب المقصود بالمثل هو أنه الشخص الذي يقوم على الاعتناء والاهتمام بالأشياء التي يكون بحاجتها، حيث يبقى مشرف عليها ويراقبها ويهتم بها جداً وبشكل مستمر، وقد يكون قادر على تفادي ما قد يحصل من أخطاء، كما أنه يكون قادر على تصليح الأخطاء التي تكون موجودة أيضاً.
قصة مثل “إللي بيحضر بقرته بتجيب ثور أبرق”:
يُحكى في قديم الزمان عندما كانت الزراعة والأرض هي مصدر رزق الناس، أنه كان هناك فلاحين اثنين يمتلك كل واحد منهما بقرة، حيث كان يملك الفلاح الأول بقرة بلدية ضعيفة الشكل صفراء في لونها وهزيلة بعض الشيء، أما الفلاح الثاني يملك بقرة بلدية أخرى، لكنها صحتها جيدة وكان لونها أسود.
كانت البقرتين على وشك الولادة، حيث كانت البقرة الأولى ملقحة من ثور هولندي، فقد كان الأوروبين يعملون كثيراً على تلقيح أبقارهم من الثيران الهولندية؛ من أجل تحسين نسلها وفصيلتها، فقد كانت صفات الأبقار الهولندية أفضل بكثير من صفات الأبقار الأوروبية، بينما البقرة الثانية كانت ملقحة من ثور بلدي، وعندما جاء الوقت لكي يضعن مواليدهن، كان الفلاح صاحب البقرة الأولى غير موجود، فقد كان مسافر إلى إحدى المدن، قام حينها الفلاح الثاني باستغلال الموقف، حيث عمل على استبدال ابن البقرة الأولى الذي كان ثور هولندي بابن بقرته الذي كان مجرد ثور عادي.
وعند عودة صاحب البقرة الأولى شك في الأمر، حيث قام بتقديم شكوة بالفلاح الثاني إلى القاضي، وعند سماع القاضي إلى القصة كاملة من الطرفين حكم بالثور الأبرق الهولندي إلى القلاح الثاني، شعر وقتها الفلاح الأول بالظلم الذي وقع به وقال: إللي بيحضر بقرته بتجيب ثور أبرق، وأخذ قوله في مثل أصبح مشهوراً ومتداول على ألسن كافة الأطياف والمجتمعات الغربية والعربية على حد سواء.