إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض- I ate on the day I ate the white bull

اقرأ في هذا المقال


امتلأت الأمثال العربية بالحكم والعبر التي وضعت خط مريح وواضح وصريح لحياة الإنسان، وكما امتلىأ التاريخ القديم بالأمثال والحكم التي أخذت من حكايات ثرية ومواقف واقعية.

قصة مثل “إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض”:

يقال في قديم الزمان كان هناك غابة يعيش فيها أسد وثلاثة ثيران، ثور أحمر وثور أسود والثور الثالث أبيض، وكانوا هؤلاء الثيران دائماً سوياً، وقد كان يحلم الأسد الموجود معهم بأن يأكل تلك الثيران، لكن الثيران كانت متحدة مع بعضها وتسير دائماً مع بعضها ومن الصعب أكلها؛ فهم أقوياء بجمعتهم.

بدأ الأسد بالتفكير في خطة تجعله يأكل الثيران الثلاث، فأدرك أن الحل الوحيدلأكلهما هو التفريق بينهم، فكان الثور الأبيض يشرب الماء من البركة فاستغل انشغالة وذهب للحديث مع الثورين الأحمر والأسود، فقام بإخبارهم أن الثور الأبيض لونه ملفت لعيون الحيوانات المفترسة والصيادين ويجب أن يبتعدوا عنه حتى لا يلحق بهم الضرر.

اقترح عليهم الأسد أن يأكل الثور الأبيض لكي يحميهم، فوافقوا الثورين على رأي الأسد، وسمحوا له بأن يأكل الثور الأبيض، وبعد مرور عدة أيام، رجع الأسد من جديد ليخبر الثور الأحمر بأن ألوانهم متشابهة وأن الثور الأسود لونه يختلف عنهم، فاقترح على الثور الأحمر أن يأكل الثور الأسود فسمح له.

وبعد نهاية الأسد من أكل الثور الأسود، اسستفرد بالثور الأحمر فبدأ بالهجوم عليه، فلا يوجد أحد لحمايته، فطلب بكل ثقةٍ من الثور الأحمر أن لا يقاوم لأنه لا يوجد من يحميه، فأجابه الثور الأحمر بحزنٍ شديد إنني أكلت يو أكل الثور الأبيض، ومن هنا جاء هذا المثل.

العبرة من مثل إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض:

العدو دائماً يسعى إلى التفرقة، لأنه يعلم أن في الاتحاد قوة وفي التفرقة ضعف ويعتمد على قاعدة فرق تسد، فيدلي ببطشه وحقده الدفين، لكن الدنيا تدور، وعندما تظلم أحداً اليوم سوف يأتي عليك الظلم في اليوم الآخر وحينها لا ينفعك الندم والحزن، فما ترضاه لغيرك من إلحاق الأذى سوف يأتي دورك فيما بعد عاجلاً أم آجلاً، وأن يدرك الشخص بأنه لا يفتح مجال لأي عدو للدخول بينه وبين أحلافه، لأن العدو لا يمكن أن يكون داخله سوا الغيض والكره وإلحاق الشر والأذية بالأخرين.


شارك المقالة: