بلغ المثل في معاجم اللغتين العربية والإنجليزية حداً مميزاً؛ فإنه يتوزع بين المفاهيم والمصطلحات القيمة، إذ أنه يجسد اللغة النقية والصافية إلى حد بليغ جدا، فأخذوا منه الشواهد وبنوا عليه أسسهم اللغوية الكبيرة فألمَ بشتى مواضيع الحياة وشواهدها.
فقد تناولت الأمثال شتى الميادين والمجالات منها الاجتماعية والثقافية واللغوية والعسكرية ومجالات عديدة أخرى، فجعلت الكلام أوسع للشعوب الحديثة وأوضح للمنطق وأنقى للسمع، مما جعله أول ما يذكر في المواقف المشابهة.
مضمون المثل:
غالبا ما يفكر الإنسان في نهاية أي أمر يقوم به رغم أنه يعيش بدايته مما يولد عنده ضعف في الخوف من نهاية كل شيْ، حتى وهو في قمة السعادة يخشى من نهايتها، ففي معتقداته أنه لكل شيْ في هذه الدنيا له نهاية وزائل باستثناء الموت فيعتقد أنه نهاية التعب.
إذ يحاسب الإنسان في هذه الحياة على نهاية أعماله؛ فإذا كان في بداية حياته يتمتع بحسن الخلق وكان صالح الأعمال وبعد ذلك تحول وتغير وأصبح إنسان سيء الخلق والعمل، فإنه في ختام حياته يحاسب على سوء الأعمال التي ختم فيها حياته، لأنه يعتبر مرتداً، وإذا كان في بداية حياته سيء الخلق وسيء العمل وتبدل بعد ذلك إلى إنسان صالح وحسن الخلق، فإنه يحاسب على نهاية أعماله لأنه يعتبر تائبا.
نتائج دراسات لهذا المثل:
أحياناً يكون للمثل إنعكاس سلبي على نفسية الإنسان في إطار أعماله، فعندما يفشل الشخص في أي عمل قام به يعتقد أنه نهاية المطاف بالنسبة إليه، فيربط نهاية العمل الفاشل بنهاية العالم لديه، مما يجلعه يخشى الخوض في عمل أخر وهذا اعتقاد خاطىء ويشكل انحدار كبير في شخصية الإنسان وتدمير قوة الدافع الموجودة داخله.
ومن الناحية الإيجابية فإن الخوف من النهاية داخل الإنسان يولد لديه قوة كامنه ودفينه تجعله قادر على أن يكون على خلق عظيم وسيرة حسنه؛ لكي يصنع لدي نهاية سعيدة، فغالبا ما يرتبط هذا الأمر بعظمة التفكير لدى الإنسان فهو قادر على وضع نهايته لنفسه بتقديمه أفضل الأعمال فمعظم الأشخاص يستندون في هذا المثل على مقولة الفشل طريق النجاح وعلى مقولة فليس كل نهاية نهاية وإنما كل نهاية بداية.