إن الموصين بنو سهوان - The recommended banu sahwan

اقرأ في هذا المقال


عبرت الأمثال بشكل واقعي وصادق عن وقائع الحياة في المجتمعات العربية، حيث تكون مستمدة من الدائرة التي تحيط بمجتمعاتهم، فتوصف تاريخهم وكل ما يتعلق به، فتميزت بالحكمة والبيان.

مضمون مثل “إن الموصين بنو سهوان”:

يعتبر هذا المثل من الأمثال التي كثرت فيها التفسيرات، فالغالبية العظمى فسروه بعد قوله، ومنهم قال أنه من يحتاج إلى الوصية والعظة هو من يغفل ويسهل، فقصد بقول بنو سهوان جميع الناس، لأن السهو موجود عند جميع الناس، لكن الأرجح في تفسير المثل أنه يقال أن الذين يتولعون بطلب الشيء يتسلط عليهم السهر، وكأنه يتوكل عليهم.

ومما يدل على دقة المعنى في أن يختص المثل بالذين يوصون بالشيء هو نشيد الأعرابي على طريقته بالراجز فقال:

أنشد من خوارة عليان .. مضبورة الكاهل كالبنيان

ألقت طلا بملتقى الحومان .. أكثر ما طافت به يومان

لم يلهها عم همها قيدان .. ولا الموصون من الوعيان

إن الموصين بنو سهران.

دلالة مثل “إن الموصين بنو سهوان”:

ضُرب هذا المثل للشخص الذي يسهو عند تعلقه بطلب شيء منه، أو يطلب منه تنفيذ أمر ما، والسهو هي صفة اتصف بها سيدنا آدم عليه أفضل الصلاة والسلام، فهو عندما قطع العهد سها ونسيّ، فيقال رجل سهوان وساه، أي أنه الموصي بالشيء أيضاً يسهو، ويشير هذا المثل أيضاً إلى بني سيدنا آدم عليه السلام، فكما هو سهى ونسي هم كذلك يسهون.

فالنسيان في معاجم اللغة العربية يعني: ذهاب القلب والعقل للغير، والغفلة في أمور الحياة، أما في العرف الاجتماعي، فهو جزء من النسيان، يسبب فقدان صورة في العقل، مما يمكن ملاحظتها في أي وقت آخر، فيطلق عليه سهو وأحياناً ذهول، ويقوم بتذكرها بعد مدة من الوقت فيسمى نسيان.

كما عُرف النسيان بأنه غفلة للقلب وزوال الصورة كاملة عن القوة التي تدرك بالحس المشترك، مع وجودها في القوة الحافظة، فيرى العالم الفرنسي البيولوجي (تيودول ريبو)، أن النسيان هو عبارة عن حالة مرضية، يتعرض له من خلال الإصابات المادية مما يؤدي إلى إصابة القشرة الدماغية؛ جراء تعرض الإنسان إلى إصابة مباشرة، فيؤدي إلى فقدان جزئي أو كلي للماضي، وهو من الأمراض التي تتعرض لها الذاكرة، بفقدان حقبة زمنية معينة.


شارك المقالة: