قصة إيفلين هيل

اقرأ في هذا المقال



إيفلين هي”الرحلة الدائرية” الآسرة لجيمس جويس حيث تنتهي تجارب خيبة الأمل التي تمر بها الشخصية من حيث بدأت.

الشخصيات:

  • إيفلين هيل.
  • مارك.
  • والد إيفيلين.

قصة إيفلين هيل:

تدور أحداث القصة حول إيفلين هيل، امرأة تبلغ من العمر 19 عامًا تعمل في متجر في دبلن، تجلس داخل منزل عائلتها وتتذكر طفولتها، بما في ذلك بعض الذكريات السعيدة بالإضافة إلى وحشية والدها المخمور معها ثمّ تفكر في الأشخاص الذين تعرفهم والذين غادروا أيرلندا كان من بينهم القسيس الذي سافر إلى ملبورن وهناك أشخاص قريبون منها قد ماتوا وهم والدتها وشقيقها إرنست.
غالباً ما تجلس إيفلين عند نافذة في منزلها وتطل على الشارع بينما تتذكر طفولتها باعتزاز، عندما لعبت مع أطفال آخرين في ذلك الحقل الذي تم تم تطويره الآن بمنازل جديدة ثمّ تتحول أفكارها أحيانًا إلى والدها الذي يسيء معاملتها والذي تعيش معه لكنّ لم يكن والدها بهذا السوء عندما كانت والدتها على قيد الحياة، هذا كان قبل زمن طويل حيث كبرت هي وإخوتها الآن.
تقرر إيفلين الآن الذهاب مثل الآخرين، و تسعى إلى تحرير نفسها من حياتها الشاقة في الأعمال الصعبة كعاملة متجر ومربية لإعالة نفسها ووالدها ولكنّ إيفلين تواجه مسألة صعبة وهي البقاء في المنزل مثل ابنة مطيعة، مما جعلها تترك عشيقها فرانك، وهو بحار كان يريدها أن تتزوجه وتعيش معه في بوينس آيرس، وقد وافقت بالفعل على المغادرة معه سراً، كما تتذكر إيفلين، علاقتها السعيدة مع فرانك التي بدأ والدها في التعبير عن رفضه لهذه العلاقة والتشاجر مع فرانك مما جعلها تلتقي معه سرا.
تقع إيفلين ضحية التناقضات في حياتها بين ترك والدها ومنزلها وكل ذكرياتها وبين ترك حبيبها وتخليها عنه، نظرت حول الغرفة وهي تفكر بهذا الموضوع ثمّ راجعت كل الأشياء المألوفة التي كانت تنفض عنها الغبار مرة واحدة في الأسبوع لسنوات عديدة، متسائلة من أين جاء كل الغبارعلى الأرض، ربما لن ترى مرة أخرى تلك الأشياء المألوفة التي لم تحلم يومًا بالانفصال عنها.
كانت قد وافقت على مغادرة منزلها مع حبيبها فرانك ولكنّها بقيت تطرح على نفسها سؤالاً، هل كان ذلك حكيماً؟ حيث حاولت أن تزن كل جانب من جوانب السؤال، في منزلها على أي حال كان لديها مأوى وطعام وكان لديها أولئك الأشخاص الذين عرفتهم طوال حياتها، ثمّ تساءلت ماذا سيقولون عنها في الحي عندما سيكتشفوا أنها هربت مع عشيقها؟ ربما سيقولون أنها كانت حمقاء وغبية.
لكن من جهة أخرى في منزلها الجديد، في بلد بعيد مجهولة لن يكون الأمر كذلك، سوف تتزوج و سيعاملها الناس باحترام بعد ذلك ولن تعامل مثل والدتها، فهي حتى الآن، رغم أنها تجاوزت التاسعة عشر من عمرها كانت تشعر أحيانًا أنها معرضة لخطر عنف والدها مما يسبب لها الخوف الدائم ثمّ أنّه بدأ أخيرًا في تهديدها ولم يكن لديها من يحميها.
كان شقيقها إرنست ميتًا وكان شقيقها الآخر هاري يعمل في الكنيسة، والذي كان دائمًا مسافراً في مكان ما في البلاد إلى جانب ذلك، فإن الخلاف المستمر بينها وبين والدها على المال في ليالي السبت قد بدأ يرهقها بشكل لا يوصف كانت تدفع ما تقدرعلى دفعه في مصاريف البيت ودائمًا ما كان هاري يرسل لها ما في وسعه، لكن المشكلة كانت في الحصول على أي أموال من والدها حيث كان يعتقد أنها اعتادت على تبذير المال، وأنه ليس لديها عقل وأنه لن يمنحها المال الذي حصل عليه بشق الأنفس لترميه في الشوارع، وأكثر من ذلك بكثير حيث كان يعطيها المال ويسألها عما إذا كانت تنوي شراء عشاء يوم الأحد ليستعيده منها.
ثم كان لديها عمل شاق للحفاظ على المنزل، مما جعلها تشعر بأن هذه الحياة غير مرغوب فيها على الإطلاق وحيث أنّها كانت على وشك استكشاف حياة أخرى مع فرانك فقد كان فرانك لطيفًا جدًا ورجوليًا ومنفتح القلب، قررت أن تهرب معه بالقارب الليلي لتكون زوجته وتعيش معه في بيونس أيريس حيث كان لديه منزل في انتظارها ثمّ جلست تتذكر المرة الأولى التي رأته فيها.
كان حبيبها يسكن في منزل على الطريق الرئيسي حيث كانت تزوره، وبدأت علاقتهما قبل أسابيع قليلة حين كان يقف عند البوابة، وقبعته المدفوعة إلى الخلف على رأسه وشعره متدلى إلى الأمام على وجه ثم تعرفا على بعضهما البعض، فكان يقابلها خارج البيت كل مساء ثمّ يصطحبها لرؤية المسرح مما جعلها تشعر بالبهجة لوجودها معه.
كان مغرمًا جدًا بالموسيقى ويغني لها عن الفتاة التي تحب البحار، واعتاد أن يدعوها بوبينز بدافع المرح، في البداية كان بمثابة رفيق لها ثم بدأت تحبه، أصبح يروي لها الحكايات عن بلدان بعيدة ويخبرها بأسماء السفن التي كان على متنها، لقد أبحر عبر مضيق ماجلان وروى لها قصصًا عن الباتاغونيا الرهيبين، وبعد أن اكتشف والدها أمر علاقتهما قام بمنعها من أن تلتقي به مما دفعها لأن تلتقي به سراً.
تجهزت إيفلين هيل في اليوم الذي اتفقت فيه الهروب مع مارك، وقفت في اندفاع وقد أصابها الرعب وهي تقول: هروب! يجب أن أهرب! كانت تفكر بأن فرانك سوف ينقذها ويعطيها الحياة والحب أيضًا وهي أرادت أن تعيش ولكنّها تساءلت لماذا أشعر بأنّي غير سعيدة؟ بينما لي كل الحق في السعادة.
فرانك يأخذني بين ذراعيه سوف ينقذني ثمّ فجأة تذكرت صورة والدها الذي كان يشيخ في الآونة الأخيرة، وتوقعت أنّه سيفتقدها، حيث أنّه أحيانا يمكن ان يكون لطيفاً فقد قرأ لها يوماً قصة شبح وصنع لها الخبز المحمص في النار في يوم آخر، وعندما كانت والدتهم على قيد الحياة، ذهبوا جميعًا في نزهة إلى تل هوث وتذكرت حينها أن والدها كان يضع غطاء رأس أمها ليضحك الأطفال.

أثناء استحضارها تلك الذكريات سمعت صوت عزف أرغن في أسفل الشارع وكأنّ هذا الصوت جاء في هذا اليوم بالذات لتذكيرها بوعد والدتها، ووعدها بالحفاظ على بقائهم مجتمعين في المنزل لأطول فترة ممكنة كما تذكرت الليلة الأخيرة من مرض والدتها وبينما كانت تتأمل الرؤية المثيرة للشفقة لحياة والدتها، وضعت تعويذتها حول عنقها بسرعة وقررت أنّه لا بد من التنازل عن كل تلك التضحيات من أجل الآخرين، وبسرعة ارتجفت وهي تسمع صوت والدتها مجددًا بإصرار أحمق وكأنّها تدفعها للتراجع عن مخططها للهروب لكنّها جهزت حقيبتها وخرجت بسرعة للقاء فرانك.

عند وصولها المرفأ وسط الحشد الهائل عند نورث وول كان فرانك ينتظرها وهناك أمسك يديها بقوة، حيث كانت المحطة مليئة بالجنود بأمتعة بنية اللون، شعرت للحظات أن وجهها شاحباً وبارداً، وبسبب المتاهة التي كانت تعيشها بأفكارها طلبت من الله أن يوجهها، ليبين لها ما هو واجبها في تلك الأثناء أطلق القارب صافرة حزن طويلة في الضباب إعلاناً للركاب بالتجهز.
كانت إيلين غارقة في أفكارها حيث تخيلت أنّها إذا ذهبت، ستكون غدًا على البحر مع فرانك، متجهة نحو بيونس أيريس لقد تم حجز تذاكر سفرهم، فتساءلت: هل لا يزال بإمكانها التراجع بعد كل ما فعله لها فرانك؟ واستمرت في تحريك شفتيها في صلاة صامتة ثمّ تهاوت كل بحار العالم حول قلبها.
كان فرانك يجذبها للصعود على القارب ولكنّها أمسكت بكلتا يديها على الدرابزين الحديدي وهي تقول: لا! لا! لا! من المستحيل ثمّ تمسكت بيداها بالحديد بجنون وأرسلت صرخة قوية وتراجعت، ثم اندفع مارك إلى ما وراء الحاجز ودعاها لتتبعه، وبقي مستمراً في مناداتها لكنها استدارت بوجهها ومشت بتثاقل عائدة إلى الخلف ولم تعطه عيناها أي علامة حب أو وداع أو تقدير، شعرت إيفلين بصراعات شديدة واتخذت القرار المؤلم بعدم المغادرة معه ومع ذلك، لم يسجل وجهها أي عاطفة على الإطلاق. وعادت لخدمة أبيها.


شارك المقالة: