قصة اثنا عشر شهرا- دار الآلهة

اقرأ في هذا المقال


اثنا عشر شهراً- دار الآلهة أو (The abode of the Gods: The twelve month) هي حكاية شعبية عن الشعب السلافي، نُشرت في الأصل باللغة الفرنسية ضمن كتاب دار الآلهة، للمؤلف، الكسندر تشودسكو، ترجمتها إميلي جيه هاردينج، نُشرت عام 1896، للناشر (George Allen، London).

الشخصيات:

  • هيلين.
  • ماركولا.
  • زوجة الأب.
  • الأشهر.

اثنا عشر شهراً- دار الآلهة:

كانت هناك أرملة لديها ابنة تُدعى هيلين، وُلدت من زوجها المتوفى، وماروكلا هي ابنة زوجها، أحبت الأرملة ابنتها هيلين، لكنّها كرهت ماركولا ابنة زوجها وهي يتيمة الأم، لأنّها كانت أجمل بكثير من ابنتها، ولم تستطع ماركولا فهم سبب غضب زوجة أبيها من رؤيتها، وكانت تعطيها زوجة أبيها الكثير من العمل الشاق مثل تنظيف المنزل والغسل والنسج وحلب البقرة.

في غضون ذلك، لم تفعل هيلين شيئًا سوى ارتداء أفضل ملابسها والذهاب إلى الحفلات تلو الأخرى، لكنّ ماروكلا لم تشتك قط، لكنّ هذا السلوك الملائكي لم يغير من زوجة والدها، ولقد أصبحت هي وابنتها أكثر استبدادًا وغضبًا، لأنّ ماروكلا تصبح أكثر جمالًا يوميًا، بينما يزداد قبح هيلين، لذلك صممت زوجة الأب على التخلص من ماروكلا، وقامت بتجويع ماركولا، واستخدمت معها كل أنواع الحرمان والإساءة.

وكل ما يجعل حياة الفتاة بائسة، ولكن على الرغم من كل ذلك، بقيت ماركولا صامدة، وذات يوم في منتصف الشتاء أرادت هيلين بعض البنفسج، فطلبت من ماروكلا أن تصعد إلى الجبل وتجد لها بعض البنفسج،لتضعه في ثوبها، فأجابت ماركولا: ولكن، أختي العزيزة، من سمع يومًا عن زهور البنفسج تتفتح في الثلج؟ فقالت هيلين: إذا لم تحضري لي بعض البنفسج من الغابة الجبلية، فسوف أقتلك.

كما أضافت زوجة الأب تهديداتها لتهديدات هيلين، وبضربات قوية دفعن ماروكلا إلى الخارج وأغلقن الباب في وجهها، شقّت الفتاة الباكية طريقها إلى الجبل، كان الثلج يتساقط بعمق ولم يكن هناك أثر لأي إنسان، وكانت تتجول لفترة طويلة هنا وهناك، وفقدت نفسها في الغابة، كانت جائعة، وارتجفت من البرد، وفجأة رأت نورًا من بعيد وصعدت نحوه حتى وصلت إلى قمة الجبل.

وعلى أعلى قمة اشتعلت نيران كبيرة محاطة باثنتي عشرة كتلة حجرية وجلس عليها اثني عشر كائنًا غريبًا، من بين هؤلاء الثلاثة الأوائل كان لديهم شعر أبيض، وثلاثة لم يكونوا كبارًا جدًا، وثلاثة كانوا شبابًا، والبقية ما زالوا أصغر سناً، وهناك يجلسون جميعًا ينظرون بصمت إلى النار، كانت تلك الاثني عشر شهرًا من السنة، وتمّ وضع يناير العظيم أعلى من الآخرين، كان شعره وشاربه أبيض كالثلج.

وفي يده كان يمسك بعصا، في البداية كانت ماروكلا خائفة، لكن بعد فترة عادت شجاعتها واقتربت منهم وقالت: هل لي أن أدفئ نفسي بناركم؟ أشعر بالبرد بسبب الشتاء، رفع يناير العظيم رأسه وأجاب: ما الذي جاء بك إلى هنا يا ابنتي؟ ماذا تريدين؟ أجابت: أنا أبحث عن البنفسج، فقالت: أعرف جيدًا، لكن أختي هيلين وزوجة أبي أمرنني بإحضار البنفسج من جبلك، وإذا عدت بدونه فسوف يقتلونني، أرجوكم أيها الرعاة الصالحون، قولي لي أين يمكن أن يوجد؟

فقام يناير العظيم وتوجه إلى أصغر الشهور، ووضع عصاه في يده، وقال: الأخ مارس، قم بعملك، فأطاع مارس، ولوح بعصاه فوق النار، وفور ارتفاع ألسنة اللهب نحو السماء، بدأ الثلج يذوب وتبرعمت الأشجار وأصبح العشب أخضر، ومن بين نصوله اختلست زهرة الربيع الباهتة، وكان الربيع والمروج زرقاء مع البنفسج، فقال مارس: اجمعيهم بسرعة يا ماروكلا، فسارعت بفرح في قطف الزهور، وشكرت مجموعة الرجال بسرعة وركضت إلى المنزل.

حيث كانت هيلين وزوجة أبيها مندهشين من منظر الأزهار التي ملأت رائحتها المنزل، وفي اليوم التالي طلبت هيلين منها أن تحضر لها الفراولة من الجبل، ثمّ دفعتها زوجة الأب إلى الفناء وأغلقت الباب، وشقت الفتاة التعيسة طريقها نحو الجبل وإلى النار الكبيرة التي استمرت لمدة اثني عشر شهرًا، وعندما سألها يناير ماذا تريد، قالت: أنا أبحث عن الفراولة، فأجاب يناير: نحن في منتصف الشتاء، الفراولة لا تنمو في الثلج.

قالت الفتاة بحزن: أعرف، ولكنّ أختي وزوجة أبي أمرنني بإحضار الفراولة، وإذا لم أفعل فسوف يقتلونني، قل لي أين أجدهم، فنهض يناير العظيم، وعبر إلى الشهر المقابل له، ووضع العصا في يده، وقال: الأخ يونيو، قم بعملك، فأطاع يونيو، وبينما كان يلوح بعصاه فوق النار، قفزت ألسنة اللهب نحو السماء، على الفور ذاب الثلج، وغطت الأرض بالأخضر، وغطت الأشجار بأوراق الشجر، وبدأت الطيور تغرد، وتفتحت أزهار مختلفة في الغابة.

وتحوّلت كتل من الزهور على شكل نجمة إلى فراولة ناضجة، فقال يونيو: اجمعيهم بسرعة يا ماروكلا، وشكرت ماركولا الأشهر، وبعد أن ملأت مئزرها ركضت سعيدة إلى المنزل، فتساءلت هيلين ووالدتها عن رؤية الفراولة التي ملأت المنزل برائحتها اللذيذة، وسألنها من أين وجدتهم، فقالت: بين الجبال، وفي اليوم الثالث، كانت هيلين تريد بعض التفاح الأحمر الطازج.

وقالت: اركضي يا ماروكلا، وأحضري لي تفاحًا أحمر طازجًا من الجبل، فقالت ماركولا: تفاح في الشتاء يا أختي؟ ليس للأشجار أوراق ولا ثمار، فأمسكت بها زوجة الأب بقسوة وأخرجتها من المنزل، وذهبت الفتاة تبكي فوق الجبل عبر الثلج العميق الذي لم يكن له أثر بشري، واتجهت نحو النار التي كانت مدتها اثني عشر شهرًا، واقتربت من الرجال وطلبت منهم السماح لها بتدفئة نفسها، وطلبت منهم التفاح ومنحوها إياه كما فعلوا في السابق.

وعندما عادت به وسألتها هيلين من أين أحضرته أخبرتها أنه من قمة الجبل حيث يوجد الكثير منه، وجدت هيلين ووالدتها أنّ التفاح أكثر لذة من أي نوع آخر سبق لهما تذوقهما، وكانتا تتوقان إلى المزيد، قالت هيلين: سأحضر المزيد من التفاح بنفسي، وسأتمكن من العثور على الجبل والشجرة، وغطت رأسها بغطاء رأس دافئ، وسارت في الطريق إلى الجبل حيث غطى الثلج كل شيء.

وبعد برهة رأت نوراً فوقها، ووصلت إلى قمة الجبل، وكانت هناك النار المشتعلة، والإثني عشر شهرًا حولها، ثمّ اقتربت ودفأت يديها، ولم تطلب الإذن، ولم تتكلم بكلمة مهذبة، فسألها يناير العظيم: ما الذي أتى بك إلى هنا؟ ماذا تريدين؟ فقالت: لست مضطرًا لإخبارك، أيها اللحية الرمادية؟ وأدارت ظهرها على النار واتجهت نحو الغابة، عبس يناير العظيم، ولوّح بعصاه فوق رأسه، وعلى الفور أصبحت السماء مغطاة بالغيوم، وتساقطت الثلوج على شكل رقائق كبيرة.

وعوت الرياح الجليدية حول الجبل، وفي وسط غضب العاصفة رددت هيلين الشتائم ضد أختها، وظلّت الأم تنتظرها وهي أمام النافذة، لكنّ ابنتها لم تأت، ومرّت الساعات ببطء، لكن هيلين لم تعد، ثمّ غطّت الأم رأسها، وذهبت للبحث عن ابنتها حيث تساقطت الثلوج في كتل ضخمة، وغطت كل شيء، وتاهت طويلاً هنا وهناك، وصفرت الرياح الشمالية الشرقية الجليدية في الجبل، لكن لم يستجب أي صوت لصرخاتها، ويوماً بعد يوم كانت ماروكلا تنتظر، لكن لم تعد زوجة الأب ولا الأخت فقد تم تجميدهما حتى الموت على الجبل.


شارك المقالة: