احرص دائما على الالتزام بالمواعيد فالتأخر ذنب عظيم - Be always in time too late is a crime

اقرأ في هذا المقال


ظاهرة عدم الالتزام بالمواعيد:

تُعد ظاهرة عدم الالتزام بالمواعيد من الظواهر الشائعة وغير المرغوب بها في كافة المجتمعات الدولية على اختلاف أطيافها، حيث نجد الكثير من الأشخاص الذين لا يلتزمون بالمواعيد التي يعطونها للآخرين، وهذا ما يجعل الآخرين يشعرون بالإهانة والاستهتار بهم، فهناك العديد من الأفراد غير المباليين في الأمور التي تتبع تلك الظاهرة السيئة، الذين ينتشرون في كل مكان من بقاع الأرض.

رأي علماء الاجتماع حول مثل “احرص دائماً على الالتزام بالمواعيد، فالتأخر ذنب عظيم”:

تناول العديد من العلماء والكتاب المثل وتباحثوا حول موضوعه، إذ تبين أنّه يوجد هناك الكثير من الأشخاص الذين لا يعطون الوقت أي أهمية، وعلى وجه الخصوص عندما يقوم شخص بإعطاء موعد للآخرين، حيث لا يرى من وجهة نظره أنّه أمر يحظى بالاهتمام، وفي حالة قام بالتأخير عن الموعد الذي حدده، يتوجه سريعاً إلى إعطاء العديد من المبررات والحجج؛ حتى يتمكن من العمل على امتصاص غضب الأشخاص المنتظرين، في حين يكون في معتقد الشخص غير الملتزم أنّه يستطيع التحايل على الشخص المنتظر، وهو لا يعلم أنّ الشخص المقابل يدرك ما يقوم به من تقديم حجج كاذبة.

وقد أقرَّ علماء الاجتماع أنّ صفة الالتزام بالمواعيد تبين وتعبر عن مدى تقدير واحترام الناس، فهي من الصفات التي التزم بها المرسلين والأنبياء، كما اعتبرت من أشهر ما اتسمت به أخلاق الحكماء والعلماء، بالإضافة إلى أنّها من أهم الآداب التي اتصف بها الرجال الصادقين، حيث أنّ الالتزام بالمواعيد وعدم الاستهانة بالوقت هي ما تعمل على تحقيق المنافع والمصالح المشتركة.

أكد علماء الاجتماع على أنّ عدم الالتزام بالمواعيد هو ما يؤدّي إلى التهاون والإهمال، حيث قام الدكتور المختص في علم الاجتماع (موسى عطا الله) باعتبار اهمال الشخص وتهاونه في قضية الالتزام بالمواعيد هي ما تعود في جذورها إلى طبيعة البيئة الاجتماعية والأسرية التي نشأ الشخص بها، إذ أنّ الشخص الذي لا يلتزم بالمواعيد يكون ضمن محيط اجتماعي وأسري غير منضبط، كما أشار الدكتور في علم الاجتماع إلى أنّ الشخص المنضبط والملتزم بالمواعيد هو من الأشخاص الذين يعطون الوقت أهمية كبيرة في حياتهم، ونشأوا على مبدأ احترام الآخرين، لما يعود عدم الالتزام بالأثر السلبي على نفسية الفرد المنتظر، فيولد لديه شعور بالاستهتار والإهمال.

كما أشار الدكتور والأستاذ المختص في علم الاجتماع (حسين الخزاعي)، إلى أنّ الأسباب التي تكمن في ظاهرة الاخلال بالمواعيد، بالإضافة إلى تطرق الشخص بعدم الانتظام والالتزام بالمواعيد هو أحياناً ما يعود إلى أسباب ضرورية تخرج عن سيطرة الشخص وارادته.

وقد أوضح الدكتور (حسين الخزاعي) إلى أنّ عند تعرض الشخص إلى أسباب خارجة عن سيطرته وإرادته، فإنّه لا ينبغي للطرف الآخر التوقف عندها، بل يقوم على تجاوزها من مبدأ المنطلق الذي يقول (التمس لأخيك عذراً)، وأنّ أكثر الأشخاص الذين تتمحور لديهم تلك الظاهرة هم الفنيين والأطباء والممرضين؛ ويعود السبب في ذلك إلى طبيعة المهن التي يعملون بها، والتي كثيراً ما تندرج عنها حدوث المواقف الفجائية والطارئة.

مضمون مثل “احرص دائماً على الالتزام بالمواعيد فالتأخر ذنب عظيم”:

تناول المثل موضوع بالغ الأهمية لدى العديد من فئات المجتمع، ألا وهو ظاهرة الالتزام بالمواعيد والاهتمام بما تولده تلك الظاهرة على النفوس البشرية، حيث أن تلك الظاهرة موجودة في كافة المجتمعات، فبين المثل الإنجليزي والمشهور عالمياً عن مدى التأثير الذي يسببه التهاون والاستهتار في الوقت، ووصفه بالذنب العظيم لما له من آثار سلبية في نفس المنتظرين.

وأوضح المثل الإنجليزي ضرورة الالتزام بالمواعيد؛ وذلك من أجل أن يكتسب ثقة الناس واحترامهم، كما أشار في مضمون المثل إلى أنّ التأخير عن المواعيد أكثر من اللازم، فإنّ الشخص يفقد العديد من الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها، والتي ذهب من أجلها، ممّا يجعله يضع نفسه أيضاً في موضع اللوم.

فكثيرا ما تنتج عن تلك الظاهرة العديد من الأضرار الاجتماعية والاقتصادية التي تكون في غاية الأهمية، فيتوجب عدم المداراة والسكوت على من يقوم بالتهاون والإهمال في مسألة التأخير عن المواعيد، وذلك لأنّ السكوت عن ذلك الأمر لا يعمل على تصحيح ما ينتج عنها من أخطاء سلوكية، وخاصة عند هؤلاء الأشخاص الذين يكررون تلك الظاهرة، فالتوجه إلى تعديل سلوكيات الأشخاص يبدأ عن طريق الارشاد والتوجيه؛ وذلك من أجل تجاوز كافة السلبيات التي تنتج عنها وعدم الوقوع فيها مرّة أخرى.


شارك المقالة: