استراح من لا عقل له- A fool lives in his own paradise

اقرأ في هذا المقال


تعرف الأمثال في معاجم اللغة العربية على أنها تدل على المماثلة أو مناظرة الشيء بالشيء، من خلال القول هذا مثل الشيء ومثيله، أو تشبه الشيء بالشيء تماماً، كما قال الزمخشري في مقدمة الكتاب الذي كتبه في الأمثال بعنوان “المستقصى من أمثال العرب” أن المثل في أصل كلام العرب بمعنى المِثل والنظير.

قصة مثل “استراح من لا عقل له”:

قائل هذا المثل هو عمرو بن العاص، عندما كان يريد توجيه نصيحة لإبنه قال فيها: يا بني، والي يحكم بين الناس بالعدل أفضل من مطر كثير وشديد يروي الأرض العطشى، وأسد شديد وشرس أفضل من والي يحكم بين الناس بالظلم والاستبداد، ووالي ظالم ويحكم بين الناس بقسوة واستعباد، وهو لا يدرك من أساسيات الحكم شيء أفضل من أن لا يكون هناك حاكم، فتسود الفتنة بين الناس.

وأكمل نصحه لابنه بقوله: يا ولدي إنه إذا تعثر الرجل وتعركل، فإنه كالعظم يجبر في وقت قليل، أما إذا تعثر الرجل بلسانه، فإنه يبقى تعثره يقال على مدار السنين حيث لا ينسى من قِبل الناس، فعثرة الرجل بلسانه، تمحي جميع ما يفعله الإنسان من خير في هذه الحياة، ولا يستريح في هذه الدنيا إلا من لا عقل له.

دلالة المثل:

أول من قال هذا المثل هو عمرو بن العاص لابنه، ومعناه حسب قول الأصمعي، أن الشخص العاقل هو من يحمل في جوفه الكثير من الهموم، ويتسنى لعقله الأفكار العديدة، هذا ما يجعل الإنسان ينشغل عن نفسه والتفكير بها، فلا يكاد يتهنأ بشيء، والشخص الأحمق هو من لا يشغل تفكيره في أي شيء من حوله، فيريح عقله إلى أبعد حد، وينعم باستراحة عقله من الاهتمام بأي من الأحداث التي تدور حوله.

وقصد بالشخص الذي لا عقل له هو الإنسان الذي يقوم بإفراغ عقله من أي شيء في هذه الحياة، فمهما يحدث من أمور ومواقف وأحداث، لا يتطرق ولا يشغل تفكيره بها، فيجعل باله صافياً تماماً من انشغالات الحياة.

وقال عدد من المتأخرين في هذا المثل طريقة أخرى وهي: مستراح من لا عقل له، وكما أشاد الراعي في معنى هذا المثل في الشعر فقال: ألق الهموم وسادة وتجنب … كسلان يصبح في المنام ثقيلا.


شارك المقالة: