أعط كل ذي حق حقه - Give the devil his due

اقرأ في هذا المقال


من الحكمة الإلهية أن الظلم مهما طال واشتد واسودت لياليه وساد انتشاره، فإنه لابد من أخذ المظلوم حقه ولو بعد حين، ونهاية الظالمين أليمة، وإذا تأملنا في قصصهم التي تدور على مدار الزمان، فإننا نرى أنه عاقبتهم وخيمة وأن نهايتها تكون فيها العظة والعبرة لكل مستبد وظالم.

مضمون مثل “أعط كل ذي حق حقه”:

تدور دائرة هذا المثل على الإنسان الطاغي والمتجبر والباغي، الذي تنتهي به القافلة بالخزي والهزيمة والذل وتجرع المرارة، فينقلب خاسئاً وهو حسير، فلن يبلغ ما أراده ولن يظفر بما يرجو، فأقسى الأمور على الشخص هو الشعور بالظلم، وأقوى السهام لديه هو الدعوة على الظالم.

الحكم بالعدل هو من يهلك الظالم، ويمحق المعتدي ويقطع دابر المفسد، سواء كان الظالم عبارة عن جماعة أو فرد، طائفة أو حزب، فقيل في معنى هذا المثل من قِبل الحافظ بن رجب عليه رحمة الله: “الغالب أن الظالم تعجل له العقوبة في الدنيا، وإن أمهل فإن الله يملي له حتى إذا أخذه لم يفلته”.

دلالة مثل “أعط كل ذي حق حقه”:

إن أشد أنواع الظلم هو تسلط الظالم على رعيته، كما تسلط فرعون على قومه، ومنذ زمن فرعون والكثيرون يسيرون نهجه وسيره، فيستبدون ويظلمون ويتسلطون على رعاياهم، فسفكوا الدماء عدواناً على الأحياء، وبقروا بطون الحوامل، قلعوا عيون الناس، هدموا البيوت وأظفروا بالأطفال، استولوا على الأموال، جوعوا وسمموا وأهانوا البشر؛ بسبب طغيانهم واستعبادهم الظالم.

فدعوة المظلوم سهم لا يخطىء، فالظالم ينام ليله الطويل ولكن هذا النوم الهانىء لا يطول، فالمظلوم يجأر إلى الله؛ من أجل أن ينتقم له، ويأخذ حقه على أكمل وجه، فالله سبحانه وتعالى لا يقبل الظلم لأحد من البشر.

أحداث دارت حول مثل “أعط كل ذي حق حقه”:

دارت الكثير من الأحداث والقصص حول هذا المثل، ومنهم أبرهة صاحب الفيل، حيث قام ببناء كنيسة في صنعاء، وأثاب بالناس للحج إليها، وجعل العرب يأتونها بدل الكعبة، ولهذا السبب كانت عاقبته وخيمة، فقد صرف الله تعالى بقدرته العظيمة الناس عنها، وسخر من يشعل فيها النار ويلطخها بالنجاسة، فأراد أبرهة أن يقدم على بيت الله ويهدمه، فأرسل عليه طيراً من أبابيل، جماعات تحمل الحجارة وتقذف بها أبرهة وجيشه، حيث رجع إلى صنعاء كفرخ الطائر حتى مات هناك، وهلك أكثر جيشه.


شارك المقالة: