“لولا قوتّها الخارقة لأهلكتْها الأحزان”
نجيب محفوظ
من الغباء أنْ تحمل الهم قبل وقوع القضاء!
نحن نعيش في نسيج عنكبوتي من التّقاليد السّخيفة.
أتصدّى لكل شيء دون جدوى، للغُزاة والوحشة والكآبة، وللذّكريات الحلوة أيضاً، و ألعن الذّاكرة والخيال.
والعبرة في النّهاية بما يُقال لا بما حدث، ورب كذبة أصدق من حقيقة.
كان من المُمكن أنْ أحقّق أحلامي ولكن في ظروف أخرى. ما جدوى ارتفاع المرتب قيراطين إذا ارتفع التضخُّم أربعة؟!
الذّاكرة تعذبني والخيال، فلعلّه من حسن حظ الحشرة الهائمة في القمامة ألّا يكون لها ذاكرة أو خيال. بل الأغلب، أنّ الحشرة تهنأ بالقمامة.
الزّواج أقوى من الحب وسحره خير وأبقى.
وراح الزّمن يتقدّم وهو يكبر ولا يتغيّر ضارباً المثل الحي للرّجل الناجح السعيد,
وأسأله أحياناً : ألا تشعر بالوحدة ؟ ألا تحن للأبوة ؟ ألا تندم على شىء فاتك ؟
فيقول ضاحكاً ساخراً : إنّك تسأل عن أوهام بدافع من الأوهام.
قد يضعف الإنسان في شيخوخته ؟
لم يفتنى الاستعداد لذلك !
إنّي احتفظ للظُّروف السيّئة بسم يقتل في ثوان !
نظرتُ إليه ذاهلاً فقال :
قد ترى حياتي سخفاً ولكنّني هكذا أرى حياتكم.
على أي حال لأنّ تأخذ المال معك إلى قبرك ؟
المهم أنْ يسند ظهرى في هذه الحياة…