اقرأ في هذا المقال
الحلمُ لا يتكرّر، بل يستكمل نفسه ، و عندما أستيقظُ فهو لا يتوقّف، بل يستمرُّ في الحُدوث.
بثينة العيسى
الأسوأ من أنْ تعيش خائباً ، أنْ تعيش عاجزاً عن تبرير خيبتك.
إنّ الثّمن الّذي تدفعه الأنثى التي لا تعاني من كونها أنثى هو أنّ عليها أنْ تصنع معاناتها الخاصة، مثل أي ذكر!
والأسوأْ ، من أنْ تعيش حياة لا تعجبك ، أنْ تكون بحكم المنطق المسؤول الوحيد عن هذه الحياة ، أنْ تفقد حتّى القدرة على أنْ تعيش بصفتك ضحيّة للظُّروف.
الحلم لا يتكرّر ، بل يستكمل نفسه ، و عندما أستيقظ فهو لا يتوقّف ، بل يستمر في الحدوث، و في المرة القادمة التي أعود فيها إليه لا أبدأ من حيث انتهيت ، بل من حيث بلغ هو ، فهو زمن ، و هو يمضي.
ربّما ينبغي أنْ يكفّ العالم عن الحضور، ينبغي أنْ تضمر ملامح الأشياء، كل هذه الألوان والرّوائح والمهام الّتي ينبغي فعلها.. ليتها تنقرض، تنقرض لبعض الوقت.
رفقاً بي وبكل العاجزين عن المواكبة، عن الاتّساق، العاجزين عن تبرير وجودهم على أدمة العالم مثل بثرةٍ متقيّحة، قليلٌ من الانقراض النّبيل، وكثيرٌ من البياض، السُّطور الفارغة، الإنصات.
الكتاب لن يهبك روحه ببساطة لأنّه يريدك أنْ تحبيه كفاية وعندما يتحقّق ذلك سيدلق روحه فيك ويمتزج بكيانك وهو يعرف بأنّ فناءه لنْ يكون سدى لأنّ فناءه وجوده .. وجوده فناؤه وهذا هو جوهر الحُب وأقصاه.
إذا لم أجد شيئًا حقيقيا أفعله سأتحوّل إلى خشبة، أريد أنْ أنغمس فيه حتّى أطرافي القصية، وأنسى في خضمّه أنّني أنا، أريد أنْ أنسلخ مني، أركض خارجي.
يقولون بأنّك إذا حدّقت في الهاوية فإنّها تبتلعك إلى أغوارها، وتبتلعها بدورك إلى أغوارك.. ولكن، ماذا يحدث للمرء إذا حدّق في عينين جميلتين؟
ما الّذي يحدث لو حدّقت فى عينين جميلتين؟
هذا ما يحدث تقريباً: تشعرُ بالجمال يركض فيك دافئاً شهياً، مثل خيطُ ماءٍ
ينزلق أسفل ظهرك، يرقص جسدك لوحده وتُسمّى رقصته القَشعريرة.
إنّنا نُلام اليوم على أحزاننا، عِوضًا على أنْ نحصل على طبطبات مؤازرة، فى هذا العالم، حتى الحزن غير مُريح، وتتحول العواطف باستثناء فرحة النّجاح إلى مضيعة للوقت.
أنا وحدي، وحدي تمامًا، لا أحد يستطيع تغيير حقيقةٍ كهذه، وحدي.. مثل خديج عثر عليه في صرّة ملابس، خديج نسيت الّلقالق أنْ تأخذه إلى أم، أو لم ترغب بذلك أصلًا.
هذا ما أنت ﻷجله.
سأتزوّج المطر؟
ستكونين اﻷرض.
قالت الفتاة “إنّها أجمل فتاة في القرية”، اقترحت أنْ نقترب لنرى إنْ كان ذلك صحيحاً أم، اقتربنا بضع خطوات والتقت عينا الفتاة الجميلة بعيني، تجمّدت واقفة، وسط الفراغ الذي يلفه الزحام… كان شعرها ذهبياً الذرة، وعيناها صفراوين كالعسل، وبشرتها حنطية كالأرض.
عندما نُولدُ إناثاً ، فنحنُ نُولد قضايا.