اقرأ في هذا المقال
والموتُ دائماً رفيقُ الجّمال، جميل أنتَ في الموتِ يا غسان، بلغَ جمالكَ الذّروة، حينَ يئسَ الموتُ منكَ وأنتحر، لقد أنتحر الموتُ فيك،أنفجرَ الموتُ فيكَ لأنكَ تحملهُ منذ أكثرَ من عشرينَ سنة ولا تسمح لهُ بالولادة، أكتمل الآن بك، واكتملتَ به، ونحنُ حملناكم، أنت، والوطن، والموت.
محمود درويش يرثي غسان كنفاني
ليسَ جمالُ الموت ما يجعلكَ جميلاً، فبأي حقٍ يستعيرك، ويتركنا بلا ندم، ليسَ جمالُ الموت، ولكنهُ حقيقةَ المأساةِ في لحمِ إنسانٍ حقيقي وفنانٍ حقيقي، الصدقُ اغتراب، فلماذا كنتَ مغترباً إلى هذا الحد؟
محمود درويش يرثي غسان كنفاني
حين أموت، يا أحبائي
كرستينا روزيتي
لا تغنوا لي أغانٍ حزينة؛
ولا تزرعوا زهورًا على رأسي،
ولا شجرة سروٍ ذات ظل
كونوا أنتم العشب الأخضر فوقي
نُعزي أهلك؟ لا
نعزي أنفسنا؟ لا
نذهب إلى جبل الكرمل ونعزيه
نذهب إلى شاطئ عكا ونعزيه
نذهب إلى فلسطين ونعزيها
هي المفجوعةُ،هي الثَّكلى
محمود درويش
بلقيسُ..
نزار يرثي زوجته بلقيس
مذبوحون حتى العظم..
والأولاد لا يدرون ما يجري..
ولا أدري أنا .. ماذا أقول؟
هل تقرعين الباب بعد دقائق؟
هل تخلعين المعطف الشتويَّ؟
هل تأتين باسمة ً..
وناضرة ً..
ومشرقة ً كأزهار الحقول؟
بلقيس..
إن زُرُوعك الخضراء..
مازالت على الحيطان باكية ً..
ووجهك لم يزل متنقلاً..
بين المرايا والستائر بلقيس..
كيف تركتنا في الريح..
نرجفُ مثل أوراق الشجر؟
وتركتنا نحن الثلاثة – ضائعين
كريشة تحت المطر..
أتراك ما فكَّرت بي؟
وأنا الذي يحتاج حبك.. مثل (زينب) أو (عمر)
أماتَ أَبوك؟ ضَلالٌ!
أنا لا يموتُ أبي ففي البيت منه روائحُ ربٍّ
وذكرى نَبي هُنَا رُكْنُهُ
تلكَ أشياؤهُ تَفَتَّقُ عن ألف غُصنٍ صبي جريدتُه
تَبْغُه
مُتَّكَاه
كأنَّ أبي بَعْدُ لم يذهَبِ
وصحنُ الرمادِ،
وفنجانُهُ على حاله بعدُ لم يُشرَبِ
ونَظَّارتاهُ،، أيسلو الزُجاجُ عُيُوناً أشفَّ من المغرب؟
بقاياهُ، في الحُجُراتِ الفِساحِ
بقايا النُسُور على الملعبِ
أجولُ الزوايا عليه
فحيثُ أمرُّ، أمرُّ على مُعْشِبِ أشُدُّ يديه
أميلُ عليهِ أُصلِّي على صدرهِ المُتعَبِ.
نزار قباني،رثاء الاب