الحبّ لا يوزّع بالتّساوي ،لا قانون يحكمهُ، بل هو يحكم كل شيء.
أيمن العتوم
ولو كانوا يُدركون أنّ الأرزاق تجري على الأقدار لَما اقتتلوا.
إذا نظر أحدكم إلى قلبه فليحرص على ألّا يجد فيه إلا الله، ولا يجد فيه سواه، فمن وجد الله وجد كل شيء، ومن فقده فقد كل شيء.
ابتسمت كأنّما علمت أنّ ما هو كائنٌ كائنٌ لا يُمكن أنْ يوقفه شيء.
الحبّ لا يوزّع بالتّساوي ،لا قانون يحكمهُ، بل هو يحكم كل شيء.
وإنّ الله إذا دعا أحداً لبّى ، وما من أحدٍ يملك من الموتِ بُدٌّا ، و يوماً ما سنلقاها عند الله.
لا شيءَ يدوم، لا الشّقاء ولا النّعيم، ولا الفقير ولا الغني، لا الحُب ولا الكُره، لا الحداثة ولا الهرم، كُلٌّ في تغيّر مستمرّ ، تطحنه رحى الزّمان، وتقذف به في أتون الموت.
كلّ البيوت سواءٌ يا بُنيّ… لم يعدْ بينها من فرقٍ بعد فراق يوسف… البيوت من دون سُكّانها موحشة، فكيفَ إذا كانتْ من دون يوسف.
امضِ في طريق المعرفة، اسلُكْ درب الحكمة، تقدّمْ إلى الغاية، لا تلتفتْ ولو التفتَ القلب، إذا كانت النّجوم في انتظارك فلماذا تُطيل التّحديق في القاع؟! إذا كانت السّماء تمدّ ذراعَيها لك فلماذا تخلدُ إلى الأرض؟! الآنَ بدأتَ الطّريق إلى الله.
والله يُعرَف بالقلب لا بالنّقل ، ولو كان للبشر قلوبٌ لما طاوعتهم أنفسهم أنْ يفتروا على الله ، ولو كانوا يعرفون الله كما نعرفه لما عَصَوه، ولو كانوا أُمناء في التّبليغ عنه كما نفعل لما ضَلّوا.
ولو كانوا يُدركون أنّ الأرزاق تجري على الأقدار لَما اقتتلوا، هل المحبّة إلّا رِزق، وهل الفَهم إلّا رِزق، وهل الإيمان إلّا رزق ؟! لكنّهم لمّا تركوا قلوبهم للحسد، وأرواحهم للطّمع، وعقولهم للجهل، وأنفاسَهم للشّيطان ضَلّوا ضَلالاً بعيداً .
لكنّ الحُبّ يفسدُ مافي القلبِ أحياناً يا بنيامين.
الوطنُ أنت، ما يسكُنكَ لا ما تسكنُه ؛قلبُك، إِيمانُك، فكرتُك عن الله، يقينُك ، ضعفُكَ أمام قوته، صبرُك على محِنته، ثباتُك أمام طوفان الفتنة وهو يقتلع كلّ شيء. عقلُك الّذي لا ينام، فؤادك الّذي لا يسهو ، وأنتَ … وأنتَ؛ ألا تنظر إلى نفسك، ألا تفتّش عنكَ فيك.
هل يسمعُنا أحد غير الله؟!
_ القلوب تسمع أيضاً يا بُني.
_و هل أخاف من القلوب أم اطمئنّ لها يا أبي؟!
_ بل كن على حذر حتّى من قلبك يا بني ، إنّ القلب أسرع في كشف السّر من الّلسان أو العينين، لأنه يُمليه عليهما فيفضحانه.