وإنّ يوماً يمرُّ دونَ أنْ أطْمئِنّ عليها هو ليسَ محسوباً من أيّامِ حياتي.
لا أصعب من هذه الكلمة..لا أصعب من هذه الّلحظة..لا أصعب من أنْ تحاول وصف ما لا يمكن وصفه..بأيّ شكل.
إنّ شمساً تشرق وتغرب دون أن تُريني إيّاها، هي ليست شمساً.. وإنّ قمراً يسهر في كبد السماء دون أن يعكس صورتها.. هو ليس قمراًوإنّ يوماً يمرُّ.. دون أن أطمئن عليها.. هو ليس محسوباً من أيام حياتي.
تأمّلتها بُرهةً عن قرب… ثم وقفت وأعدت تأمّلها من زاوية أبعد… ومهما تبعد المسافات… إنّها إلى قلبي وكياني أقرب…وأقرب.
كنت أتمنّى الذّهاب إلى مكانٍ واسع .. رحيب .. تعبث تيارات الهواء في سمائه بِحُريّة ..
إلى البحر .. حيث أرمي بأثقال جسدي وهموم صدري الضّائق الحزن …
إَّلا أنّني عدت إلى المنزل الكئيب وجدرانه العائقة .. لأبقى رفيقا لشقيقتي الغاضبة.
كان يجب أن تعرف! أنا لا أرى في حياتي إلّا وليد! أُحبك منذ لا أعرف متى… وإلى لا أعرف متى! …آه وليد… وليد قلبي… حبيبي لقد كنتَ كلَّ شيءٍ بالنّسبة لي! كلّ كلّ شيء…
كنتُ أشعر… بأنّكَ شيء يخصّني أنا… إنّكَ موجودٌ من أجلي أنا… ويجب أن تكون لي أنا! وليد لرغد… أنتَ لي!
أسألها أين رغدفإنّها تشير إلى نفسها
والآن يا صغيرتى أين وليد ؟ أخذتُ أشير إلى نفسىي وأكرّر
وليد ! ولييد ! أنا وليد !!أنت رغد.. وأنا وليد !
من أنت ؟أنا رغد
( زوجي) كلمة لم أعرف معناها… كما لا أعرف حقيقة الوجه الآخر لوليد ، فالنّظرات و التّهديدات و الطّريقة الفظّة العنيفة التي عاملني بها هذا الصباح تكشف لي جوانب مرعبة من وليد لم أكنْ لأتوقّعها ، أو لأصدّق وجودها فيه و قد بدأتْ بالظُّهور الآن.
كانت تنظر إليّ و لكنّها لم تجب.. بدت غارقة في بئر من الحزن… رقت لحالها و قلت مشجّعاً ” كلّميني يا رغد أرجوكِ.. قولي لي أنكِ بخير… أنا أحتاج لأن أسمع منكِ.