الفقرُ ليسَ عيباً، وإنّما العَيبُ الأكبرُ أن تكونَ غنيّاً ولا تُعطي.
فيدور دوستويفسكي ( 1821-1881)
مِن الإِساءة أنْ نجرَح مَشاعِر الآخَر حين لا يَفعَل لنا ما يُغضِب.
إنّ كلّ شئ يبدو لى اليوم حزيناً عابساً داعياً إلى الشّجن باعثاً على اليأس.
يؤلمنى هذا الأمر ! من المُحزن أنّ يفكر المرء أنه بالفعل سيموت ، دون معرفة دقيقة باليوم والساعة . ، وبأنه قد يموت هكذا _ ميتة بلهاء ، فى الّلحظة التي لا ينتظر فيها أن يموت ، أبداً.
وكثيراً ما أشعر بالحزن الشّديد ، خلال عزلتى ووحدتى ، أجدنى في بعض الأحيان ، وحيدة في البيت بشكل كلي ، خاصة مع هطول الليل ، فيدورا تذهب الى مكان غير معلوم ، وأنا أبقي هنا مأخوذة بالتفكير ، واستعادة الماضي بأحزانه ومسراته.
الفقر ليس عيباً، وإنما العيب الأكبر أن تكون غنياً ولا تُعطي.
نحن لا نرتدي المعاطف لأنفسنا، ولا ننتعل الجزمات لذواتنا وحسب، وإنما من أجل الناس.
المدهش أنني لم أستطع أن أبكي , حتى و لو أنّ روحي قد تشظّت مثلما يتشظّى الزُّجاج , إلى قطع صغيرة.
إنّ القدر هو الذى أراد ذلك. نعم هو القدر. و لا يد لى فى الأمر، و لا حيلة لى فيه، و لست أنا الجاني، خرجتُ من المنزل أنشد استنشاق الهواء فحسب، و لكن كل شئ كان يساهم فى دفعى الى الشّقاء فى ذلك اليوم.
ففي السّاعات التي ينوء فيها القلب بعبء الشّقاء، حين تستبد كآبة ثقيلة بالنّفس التي صارت من المِحن في ظلام، تأتي الذّكريات فتنعش النفس وتحييها، مثلها كمثل تلك القطرات من الندى التي تضعها رطوبة المساء على الأزهار بعد نهار خانق، فتبعث الحياة في هذه الأوراق الحزينة التي كادت تمحوها أشعة الشّمس المحرقة.
سيُلاقي الشرّ عقابه، وستُجازى الفضيلة أحسن جزاءِِ.
لمْ أطلب يداً تمسح دموع الفزع، ولمْ أوقظ أحداً ليعانقني كي أهدأْ، علام يجب أن أكون ممنوناً ؟ لقد عشت أسوأ اللحظات بمفردي.
لا ينبغي لك أن تيأسي؛ أرجوكِ حافظي على شُعلة الأملِ في قلبك.
إنّ الذّكريات ، سواءً أكانت ممتعة أم مؤلمة ، لتتسبّب للمرء دائماً في المعاناة.
كانت أمّي تقول لي إنّ الفقر ليس خطيئة، إنّما الخطيئة أن يكون المرء غنياً ويهين الآخرين.
إنّه لأمرٌ عجيبٌ أن يستطيع امرؤ أن يعيش في هذا العالم من دون أن يخطر بباله أنّ هناك على مقربة منه كتاباً يقص فيه قصة حياتنا كلها شاهد عيان!
آهٍ للفَقر الذي يَحكُم على النّاس بالنّزول إلى الدّرك الأسْفل مِن المَذلة وَ الخُضوع.