عصر الإتباعية في الأدب الإنجليزي
سمّي هذا العصر للأدب الإنجليزي بعصر الاتباعية بسبب أنّه كان عبارة عن تحرّر من هيمنة الأسلوب الذي كان سائداً وقتها للكتابة، وكان هذا الأسلوب هو عبارة عن مبالغة كبيرة لأصحاب الطبقة الوسطى؛ إن أنّهم قاموا بالمبالغة بالكتابة عن أنفسهم، فجاء هذا العصر الذي أنقذ الكتّاب من الروح التجريبية، وسار بهم نحو معرفتهم لقيمتهم الاجتماعية الحقيقية، وصار الكاتب يقدّم نفسه بأنماط اجتماعية مختلفة.
الأدب الإنجليزي الحديث
بدأ هذا العصر من نهاية القرن الثامن عشر تحديداً، ويمكننا اعتبار هذا العصر للكتابة هو عصر الإبداع؛ إذ أنّه ظهرت به أنماط جديدة ومختلفة للكتابة، لا سيّما بالشعر والذي مال وقتها للعواطف والخيال، على عكس الأساليب التي كانت متبّعة بالشعر في القرون السابقة، ومن المعروف أن أهم عنصر من عناصر الإبداع هو الخيال.
ولكن لم يستمرّ هذا الأمر كثيراً؛ ففي نهاية القرن التاسع عشر يمكننا القول أن الكتّاب بدأوا يبتعدون في كتاباتهم عن العواطف والمشاعر، واعتمدوا في كتاباتهم على المادّة والعناصر الملموسة لا المحسوسة، واعتقد الأدباء أن هذا العصر هو كان عبارة عن انتشار للشر وضعف لعقيدة الإيمان لدى الناس، وصار الكتّاب في أشعارهم وكتاباتهم يبحثون عن الدوافع التي تدفع الناس لأعمال الشر.
وأبدع الكتاب في هذا العصر بفن الرواية والنثر؛ حيث كانت الرواية عبارة عن نقل للواقع السيء الذي عاشوه وعانى منه المجتمع وقتها، مثل الوضع الاقتصادي المتردّي والحرمان وغيره، ومن أشهر الروائيين الذي ظهر في هذا العصر هو الروائي العظيم (تشارلز ديكنز)، وبعد الحرب العالمية الأولى ظهر شعراء الحرب مثل: (روبرت بروك) وغيره، وبدأ بعدها يظهر التغيير في أساليب الكتابة، وظهر تيار الوعي بين سطورها.
يمكننا الاستنتاج عزيزي القارئ أن من أهم سمات العصر الحديث للأدب الإنجليزي كان له أثر كبير في اللغة أوّلاً، وثانياً أسلوب الكتابة؛ إذ أن هذا العصر كان الصدق ووصف الواقع المرير كان غالباً على الكتابات؛ فقد مرّ هذا العصر بأهم الحروب وهي الحرب العالمية الأولى والثانية، حتى أن الكتابات صارت تميل للكتابة عن السياسة أيضاً، وابتعدت عن التصنّع والخيال.
