الخيال الواسع وتأثيره على الصحة النفسية

اقرأ في هذا المقال


ينخرط الأشخاص ذو المخيلة المفرطة النشاط في تخيلات حية وطويلة الأمد قد تبدو حقيقية مثل الحياة الواقعية بالنسبة لكثير من الناس، وخاصة الأطفال وتعتبر أحلام اليقظة والخيال تسلية صحية.

الخيال الواسع وطرق التخلص منه

إن الشخص البالغ قد يحلم في أحلام اليقظة حول إجازة أو أحلام أو الحصول على وظيفة يريدها حقًا، ويمكن أن يساعده هذا في حل المشكلات والتعبير عن الإبداع، ومع ذلك يمكن أن تصبح أحلام اليقظة سمة ضارة عندما تبدأ بالتدخل في الحياة اليومية والتسبب في الضيق.

يقضي الأشخاص ذو الخيال المفرط في النشاط جزءًا كبيرًا من وقتهم في عالم خلقه بأنفسهم. هؤلاء الأفراد لديهم خيال غني وحيوي، وتجارب حسية مكثفة، وقدرة قوية على إعطاء معنى لهذه الصور والمشاعر، إنهم يميلون إلى أن يكونوا رواة قصص جيدين ولاعبين أدوار ويمكن أن ينجرفوا في أحلام اليقظة.

قد يؤدي التخيل أيضًا إلى صرف انتباه الأشخاص عن الحياة الواقعية وله عواقب على الصحة النفسية، ويمكن تصنيف الأشخاص ذوي التخيلات المفرطة النشاط على أنهم إما يعانون من أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف، ومع ذلك لم يتم التعرف على أي من الشرطين في للاضطرابات العقلية.

أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف

الفرق الرئيسي بين الشرطين هو أن الأشخاص الذين يعانون من أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف يدركون أن تخيلاتهم منفصلة عن الواقع، لكن أولئك الذين يعانون من فرط الخيال قد يكونون غير مدركين.

يتخيل الأشخاص الذين يعانون من أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف التخلص من التوتر والصدمات من خلال تحسين مزاجهم، بالنسبة للكثيرين تساعدهم أحلام اليقظة المفعمة بالحيوية على الشعور بالألفة والرفقة وهي وسيلة للشعور بمزيد من القوة.

شخصية تميل إلى الخيال

يعتبر الخيال المفرط سمة شخصية تم تحديدها لأول مرة في أوائل الثمانينيات، بسبب بحث جوزفين هيلجارد الذي لاحظ قدرة الناس على التنويم المغناطيسي.

وجد الباحثون أن أولئك الذين يمكن تنويمهم بسهولة كانوا أكثر عرضة للانخراط في الأوهام الحية لفترات طويلة، تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص المعرضين للخيال يجدون صعوبة في تمييز تخيلاتهم وذكرياتهم الزائفة من الواقع، تشير التقديرات إلى أن 2٪ -4٪ من الناس قد يميلون إلى الخيال.

أعراض الخيال الواسع

1- قضاء فترات كبيرة من الوقت في عوالم خيالية معقدة ومفصلة.

2- الأوهام الحية مثل الفيلم.

3- صعوبة السيطرة على الرغبة في التخيل.

4- التخيل يتعارض مع العلاقات والأهداف.

5- الجهود المبذولة لإخفاء السلوك عن الآخرين.

6- مشكلة في التفريق بين الخيال والواقع.

7- يشعر ويتصرف مثل شخص آخر.

8- لا يشعر الشخص بالملل أبدًا لأن التخيل يزيل الملل.

9- الأعراض النفسية الجسدية، أي الشعور بالحرارة أو البرودة بمجرد التفكير في شيء ساخن أو بارد.

10- الهلوسة.

11- الانفصال أو الانتقال بين هويتين أو أكثر.

12- تجارب الخروج من الجسد.

كيف يمكن للخيال الواسع أن يؤثر على الصحة النفسية

يعتقد بعض الباحثين أن كلا الحالتين هما تشخيصان متميزان، بينما تشير دراسات أخرى إلى أنهما أعراض لحالات الصحة النفسية الأخرى، مثل اضطراب الهوية الانفصامية أو اضطراب الوسواس القهري. ويعتقد باحثون آخرون أن التخيل المطول هو شكل من أشكال الإدمان السلوكي.

في حين أن هناك نقاش مستمر حول كيفية تصنيف أحلام اليقظة غير القادرة على التكيف و الخيال المفرط، إلا أنه من الصحيح أنها يمكن أن تسبب سلوكيات وعواقب غير صحية في الحياة اليومية، مثل:

أ- عدم القدرة على التركيز على المحادثات أو المسؤوليات.

ب- قلة الإنتاجية والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية والهوايات.

ج- لا سيطرة على أحلام اليقظة، حتى عندما تتطلب الحياة التركيز.

د- الاعتماد على أحلام اليقظة للشعور بالاستقرار العاطفي.

ه- عواقب سلبية في العمل والمدرسة وفي العلاقات بسبب أحلام اليقظة.

أسباب الخيال الواسع

ليس من الواضح بالضبط ما الذي يسبب فرط نشاط الخيال، لكن الباحثين قدموا نظرة ثاقبة للأسباب المحتملة أو عوامل الخطر. تظهر الأبحاث أن الأشخاص المعرضين للخيال هم أكثر عرضة للإصابة بالوحدة أو تعرضوا للعقاب الجسدي المتكرر.

قد يرتبط الخيال المفرط بالسمات الشخصية التالية:

1- أعراض الانفصام الشعور بالانفصال عن النفس والعواطف.

2- أعراض الوسواس القهري، مثل التفكير السحري.

3- مستويات السيروتونين غير الطبيعية.

4- الفصام، أو السمات التي قد تزيد من خطر الإصابة بالفصام.

5- تجارب الهلوسة.

6- الإِبداع.

7- العصابية، أو أن تكون سريعًا في تجربة المشاعر السلبية.

8- تجارب تبدد الشخصية أو الخروج من الجسد.

9- الكآبة.

10- اضطرابات القلق.

11- اضطراب ما بعد الصدمة.

12- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

13- اضطراب ذو اتجاهين.

14- اضطراب الهوية الانفصامية.

15- الذهان.

كيفية التخلص من الخيال الواسع

تحديد المحفزات الخاصة

على الشخص تحديد متى تبدأ أحلام اليقظة، هل هو في السرير في الليل، أو عندما يركب السيارة، ومحاولة قضاء وقت أقل في الأماكن التي يكون فيها الشخص عرضة لبدء التخيل، وأن يضع في اعتباره الاستماع إلى كتاب صوتي تعليمي لإلهاء نفسه.

البحث عن هواية خارجية

اختيار هواية ويفضل أن تكون تلك التي يستخدم فيها الشخص مستويات عالية من الإبداع لديه. وأن يضع في اعتباره كتابة قصة يمكنه العمل عليها كل يوم والحفاظ على استمرارها، سوف يسمح له ذلك بتسخير موهبته في سرد ​​القصص وربما حتى نشر شيء ما، والتفكير في الانضمام إلى مجموعة قصصية عبر الإنترنت حيث يمكن للشخص مشاركة قصته وإبداعه مع الآخرين.

الحافظ على جدول زمني أكثر انشغال

إذا وجد الشخص نفسه يتخيل كثيرًا لأن لديه وقت فراغ طويل، فعليه أن يفكر في جدولة المزيد من الأنشطة الخارجية التي تجعله منشغل بالعالم الحقيقي، وعندما يكون لديه وقت فراغ، فعليه التفكير في قراءة كتاب غير خيالي أو مشاهدة فيلم وثائقي.

ممارسة اليقظة

أن يضع الشخص في اعتباره ممارسة اليقظة، في حالة اليقظة الذهنية، وتركيز الوعي على اللحظة الحالية، بينما يقر الشخص بلطف وتقبل مشاعره وأفكاره وأحاسيسه الجسدية.

ممارسة التعاطف مع الذات

كثير من الأفراد المعرضين للخيال يكونون قساة على أنفسهم عندما يشعرون أن تخيلهم خارج عن السيطرة، من المهم أن يكون الشخص لطيف مع نفسه وأن يتذكر الجانب الإيجابي لهذه السمات، ومن المحتمل أن يكون الشخص مبدع للغاية وراوي قصص.

في النهاية يمكن القول بأنه من المرجح أن يكون التوقف عن التخيل أمر صعب. وعلى الشخص أن يذكّر نفسه بأنه إنسان وأنه لن يسير كل يوم كما هو مخطط له، وأن يبدأ الشخص في تطوير حب ذاتي أعمق بينما يركز على بناء مرونته والاعتزاز برغبته في التحسن.

المصدر: الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019الاضطرابات النفسية، د. محمد حسن غانم، 2014شخصيات مضطربة، طارق حسن، 2020.كيف تكتشف اضطراباتك الشخصية، د. إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: