بدأ الأدب الإنجليزي نشأته منذ العصور القديمة جدّاً، واستمرّ بالتطوّر والتغيّر إلى زمننا الحالي، وكان لكل فترة من الفترات الزمنية الخصائص والسمات المختلفة عن غيرها، وهذه التغييرات تكون اعتماداً على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافات التي تتأثّر بها الشعوب بسبب الاحتلال أو الاستعمار والحروب وغيرها، وتظهر هذه التغييرات من خلال الأعمال الأدبية لكل فترة، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن الأدب الإنجليزي في عصر النهضة.
نشأة الأدب الإنجليزي في عصر النهضة
من أهم التغييرات التي نشأت على الأدب الإنجليزي في تلك الفترة والتي بدأت مع بداية القرن الخامس عشر هي اللغة؛ إذ أن الأدب الإنجليزي كان يكتب بلغة تختلف عن اللغة الحالية، والتي كان يبدو عليها التأثّر باللغة اللاتينية بشكل كبير جدّاً، وذلك بسبب الثقافات التي كانت ممتزجة به وقتها، ولكن عصر النهضة هو دخول الثقافة الأوروبية إلى هذه البلدان.
أجرت النهضة الأوروبية التغييرات المتنوّعة على الأعمال الأدبية، والتي ظهرت باللغة الجديدة لها، ويمكننا القول بأن من أهم التغييرات التي يمكن ظهرت على الأعمال الأدبية هي طريقة التفكير؛ إذ أن تفكير الأدباء كان قد تحرّر وقتها من التبعية للأسلاف، وصار من الممكن لأصحاب الطبقة الوسطى والعاديين الكتابة والتأليف، ولم تعد الكتابة حكراً على طبقة النبلاء كما كان الأمر من قبل.
بالإضافة إلى أن الأعمال الأدبية في عصر النهضة تأثّرت بشكل كبير بالثقافة الإيطالية والفرنسية؛ حيث كان هنالك عدّة أعمال مترجمة من اللغة الفرنسية والإيطالية إلى الإنجليزية، وبدأ ظهور فن المسرح والمسرحيات الأدبية والدينية، ووصل هذا الفن ذروته مع تولّي الملكة إليزابيث العرش، وتأثّر أسلوب الفن المسرحي النثري وقتها، ويمكن القول بأنّه تم إضافة روح الفكاهة والمرح له.
كما أن الشعر الحر برز وقتها بشكل كبير، والمقصود بالشعر الحر أي القصائد التي لا تلتزم بالقافية، كما أن من أبرز الأدباء الذين ظهروا في تلك الفترة هو الكاتب والمؤلف الشهير الخالد (شكسبير) صاحب الأعمال المعروفة، كما أن الأعمال الأدبية امتدّت لتتناول المواضيع السياسية أيضاً.
ويمكننا أن نستنتج عزيزي القارئ أن من أهم معالم الأدب الإنجليزي في هذا العصر هو التحرّر؛ بمعنى أن الكاتب والأديب أصبح له حرية البحث والتفكير، والاتجاه نحو الواقعية.