الأدب العربي في عصر صدر الإسلام والعصر الأموي

اقرأ في هذا المقال


ما أثر الإسلام في الحياة الأدبيّة؟

أحدث ظهور الإسلام تحولّاً جذرياً في حياة الأمة العربيّة، حيث نقلها من طور التجزئة القبليّة إلى طور التوحّد في إطار دولة عربيّة، تدين الإسلام وتتّخذ القرآن الكريم مثلاً أعلى.
وكان لا بُدَّ لهذا الحدث العظيم من أنْ يعكس صداه القوي في الحياة الأدبيّة لهذه الأمة، شعراً ونثراً. ومن الطبيعي أنَّ النتاج الأدبي للأُمة يتفاعل مع البيئة التي تظله ويخضع لمؤثراتها.
وحيث تُرصد الظواهر الأدبيّة في صدر الإسلام، يتبين بجلاء ما تركه الإسلام من بصمات واضحة في مسيرة الأدب عصرئذن وفي سماته وخصائصه.
ومن أبرز آثاره ضمور فنون أدبيّة كانت مزدهرة في العصر الجاهلي. وظهور فنون جديدة أو تطور فنون قديمة، فقد قضى الإسلام على سجع الكهان الذي كان مرتبطاً بالوثنيّة الجاهليّة، كما نهى الخُطباء عن محاكاة ذلك السجع في خطبهم.
وظهر لون من الخطابة يستقى من ينابيع الإسلام، حيث أخذ الشعراء يزفون عن النظم في الأغراض التي كانت حياة العرب في الجاهليّة تدعو إليها.
واتجهوا إلى أغراض دعت إليها البيئة الإسلاميّة كشعر الجهاد والفتوح والشعر الديني. وبعدها أصبح شعرهم يدور حول معانٍ تتصل بالقيم والمثل الإسلاميّة. وقد أوجد الإسلام مبادئ خُلقيّة تلائم تعاليمه وروحه فانعكست هذه المبادئ في النتاج الأدبي عصرئذن.
كما وراجت مقوله تذهب إلى أنَّ الإسلام وقف من الشعر والشعراء موقفاً مناهضاً مثبطاً. وتصحيحاً لهذه المقولة ينبغي توضيح أنَّ الشعراء الذين تتناولهم الآيات القرآنيّة، إنَّما هم الشعراء الذين كانوا يحرضون على الفتنة، كما ويخوضون في الإفكٍ والباطل.
والذين كانوا يتصدون لهجاء الرسول عليه الصلاة والسلام والمسلمين. وليس المقصود الشعراء كافة، لهذا استثنى الله تعالى الشعراء الذين لا تصدق عليهم الآيات القرآنية. وكان الرسول عليه السلام يميل إلى سماع الشعر الجيّد، كما كان يشجّع حسّان بن ثابت وشعراء الأنصار على مهاجاة شعراء المشركين.
وكان للإسلام يَد لا تنكر في ازدهار النثر الأدبين ولا سيما الخطابة والترسل، فقد أصبحت الخطابة وسيلة لنشر الدين، الوعظ، بيان مبادئ الإسلام، الحض على الجهاد، الدعوة إلى مكارم الأخلاق وبيان خطة الحكم. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه خطباء مفوهين، كذلك كان جُلَّ أعمالهم وقوادهم.
وقد دعا قيام الدولة الإسلاميّة واتساع سلطانها إلى الاستعانة بالكتابة والكتاب. وكانت الكتابة محدودة الانتشار في العصر الجاهلي فاتسع لها مجال في صدر الإسلام واقبلت الناشئة على تعلّم الكتابة.


شارك المقالة: