الأدب والعلوم في العصر الفاطمي

اقرأ في هذا المقال


توسعت الثقافة الإسلامية في زمن الفاطميين، ويعود ذلك للترجمة من اللغات الغربية وتحفيز الحكام والأمراء للعلماء والأدباء، وامتداد محيط الفكر الإسلامي بسبب انتشار المسلمين في كافة الأرض فزادت الثقافة وأذكت الحركة الفكرية وعج بلاط الدولة بالأدباء وغيرهم.

مراكز الثقافة في عهد الدولة الفاطمية

1- المساجد: كانت أماكن يتنافس فيه العلماء والأدباء وبالذات فقهاء المذاهب وكان عليهم أن يخطبوا في الناس موضحين عقائدهم.

2- الأزهر: يُعد مثل أي مسجد تقام فيه الفرائض الدينية، وأصبح في زمن العزيز جامعة لتدريس العلم وكانوا يرتادونه من كل بقاع الأرض.

3- قصور ولاة الأمر: ومنهم ابن كلس، وكان يحوي داخل قصره الكثير من الموظفين يعمل أغلبهم في نسخ المؤلفات وأهمها القرآن الكريم وكتب السنة وكذلك الأدب وغيره.

4- المكتبات: كان الحكام الفاطميون مولعين بالأدب ومشجعين له، وكانت المكتبات موجودة داخل قصور ولاة الأمر الفاطميين ولها مكانة وشهرة كبيرة في العالم الإسلامي.

5- دار الحكمة: تأسست بطلب من الخليفة أمر الله ووظف بها أدباء وعلماء التفسير و علماء الطبيعة كذلك.

6- مكتبة دار العلم: كانت لها علاقة كبيرة بدار الحكمة وكانت تدعمها بالعديد من الكتب والمؤلفات ليستطيع الناس قرأتها والاطلاع عليها ويسمح لمراجعيها بأخذ الأوراق والحبر منها.

الشعر في صدر الدولة الفاطمية

تطور الكلام المنظوم في زمن الفاطميين وكان رواده متوجهين لمدح الحكام وذلك مقابل الهبات والعطايا وهذا دفعهم للإسهاب فيه ونذكر منهم:

1- ابن هانئ وكنيته أبو القاسم من الأندلس ترعرع في إشبيلية وغادرها في ريعان شبابه وكان عمره في السابعة والعشرين ومعظم مقطوعاته في الثناء على المعز وأسرته ومن ذلك قوله:

لي صارم وهو شيعي لحامله

يكاد يسبق كراتي إلى البطل

إذا المعز معز الدين سلطه

لم يرتقب بالمنايا مدة الأجل

2- أبو عبد الله بن الجرع يُعد من رواد الكلام المنظوم وعاصر العزيز الفاطمي وقد وصله ذات مرة أن الوزير يعاني من ألم شديد في ذراعه فنظم مقطوعة يبرز فيها ألمه لذلك وهي:

يد الوزير هي الدنيا فإن ألمت

رأيت في كل شيء ذلك الألما

تأمل الملك وانظر فرط علته

من أجله واسأل القرطاس والقلما

علم الفلسفة في العصر الفاطمي

تتفرد الفلسفة في زمن الفاطميين بتآلف بين الدين والعلم والترابط بين العلوم الإسلامية والفلسفة اليونانية، ودمج الثقافة لتصبح دائرة معارف. ومن أبرز فلاسفة العهد الفاطمي:

إخوان الصفا

عرفت هذه المجموعة بأفكارها الحرة، وهم بوتقة سرية تتكون من درجات متفاوتة وأخذوا العديد من قيم الفلسفة الطبيعية.

رسائل إخوان الصفا

هي مطابقة لدائرة المعارف حيث فاز مؤلفيها بحظ وفير من التقدم العقلي وتتكون من إحدى وخمسين رسالة.

أشهر فلاسفة الدولة الفاطمية

1- أبو عبد الله النسفي.

2- أبو يعقوب السجزي.

3- أبو حنيفة النعمان المغربي.

4- جعفر بن منصور اليمني.

5- حميد الدين الكرماني.

6- المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي.

7- أبو حاتم الرازي.

الطب في العصر الفاطمي

وصلت مصر في العهود الوسطى مكانة مرموقة في الحضارة في زمن الفواطم فارتفع فيها شأن العلوم والآداب وكذلك العمارة، وفي زمن حكمهم ظهرت أسماء طائفة من مؤرخي الفلك والأدب والرياضيات وكذلك الطب ومن أبرزهم في ذاك الوقت :

1- أبو عبد الله المقدسي: يُعد من أبرز الأطباء الفاطميين نشأ في القدس وارتحل إلى مصر وعاش فيها سنوات عديدة ومات فيها، وله تجارب كثيرة في صناعة الأدوية والصيدلة وله مؤلفات عديدة في الطب.

2- أبو القاسم: مختص في طب العيون ونشأ في بلاد الرافدين وجاء الى مصر ليمارس عمله كطبيب في القاهرة وكان هذا في زمن الخليفة بأمر الله وقال عنه العلماء أنه من أمهر الكحالين في العالم الإسلامي.

3- سهلان بن عثمان: من أكثر الأطباء شهرة في ذاك الزمن ويعد عالما فطن وله مكانة كبيره عند الخلفاء الفواطم وخاصة في زمن العزيز بالله وكان مختص في العقاقير المركبة.

4- داود بن أبي البيان :ولد في مدينة القاهرة وهو على دراية في تشخيص الأمراض ووصف الدواء وله في العقاقير المركبة مؤلف اسمه الدستور.

5- أبو الحسن بن رضوان: يعد من أمهر أطباء عصره نشأ في الجيزة وواجه في دراسته مصاعب حتى أتقن الطب بعد تعمقه في معظم كتب الأقدمين وبعدها عُين مسؤول الأطباء أثناء حكم الخليفة بأمر الله.

وفي النهاية نستنتج إن الزمن الفاطمي كان يعج بالعديد من العلوم وأيضًا الآداب وتميز فيه الكثير من العلماء، وكذلك الأطباء أمثال أبو القاسم وابن سهلان وغيرهم، ومن أهم العلوم في ذاك الوقت الفلسفة والفلك وتميزوا في نظم الشعر.


شارك المقالة: