“الحياة كتاب أوراقه بيضاء وأنت من يلوّنها فلوّن حياتك كما تشاء”
جبران خليل جبران
ويذهب ضاحكًا ثم لا يلبث أن يعود إليك نادمًا مستغفرًا، فينتشلك بأكُفِّهِ الحريرية.
هذا كل ما أقدر أنْ أَقولَه، فلا تسألني أكثر من ذلك، ولا تجعل لمصيبتي صوتًا صارخًا بل دعها مصيبة خرساء لعلّها تنمو بالسّكينة فتميتني وتريحني.
إن الله قد رَزقَكُمُ البنينَ والبناتِ لِكيْ تُدربوهُم على سُبُل الحقِّ وتَمْلأُوا صُدُورهم بأغاني الكيان ، وتتركوا لهم غبطةَ الحياة إرثاً ثَميناً ، فكيف تَهجعونَ وتخلِّفونهم أمواتاً بين أيدي الدَّهر ؟ غُرباء في أرض مولدهم ، تعساء أمام وجه الشمس ؟
الحاكم يدّعي تمثيل الشريعة والكاهن يدّعي تمثيل الدين، وبين الاثنين تُفنى الأجساد وتضمحلّ الأرواح.
الحياة كتاب أوراقه بيضاء وأنت من يلوّنها فلوّنْ حياتك كما تشاء.
المحبة تهبط على أرواحنا بإيعاز من الله لا بطلب من البشر.
الرّحمة والقساوة تتصارعان في القلب البشري مثلما تتحارب العناصر في فضاء هذه الليلة المُظلمة، ولكن سوف تتغلب الرّحمة على القساوة لأنّها إلهية وسوف تمر مخاوف هذه الليلة بمجيء النهار.
النّور الحقيقي هو ذاك الذي ينبثق من داخل الإنسان، ويبيّنسرائر النّفس للنّفس ويجعلها فارحة بالحياة مترنّمة باسم الرّوح، أمّا الحقيقة فهيكالنّجوم لا تبدو إلّا من وراء ظُلمة الليل.
باطلة هي الاعتقادات والتّعاليم الّتي تجعل الإنسان تعيساً في حياته، وكذّابة هي العواطف التي تقوده إلى اليأس والحزن والشّقاء. لأنّ واجب الإنسان أنْ يكون سعيداً وأنْ يعلم سُبل السّعادة ويهدي الناس اليها أينما كان.
عرفتُ أنّ سعادة المرأة ليست بمجد الرجل وسؤدده، ولا بكرمه وحلمه، بل بالحب الّذي يضم روحها إلى روحه، ويسكب عواطفها في كبده، ويجعلها ويجعله عضواً واحداً من جسم الحياة.
قد حاولتُ وباطلاً حاولت أنْ أتعلّم محبته فلم أتعلم. لأنّ المحبة هي قوةٌ تبتدع قلوبنا، وقلوبنا لا تقدر أنْ تبتدعها.
اسمعينا أيّتها الحرية، ارحمينا يا ابنة أثينا، انقذينا يا أخت رومة، خلصينا يا رفيقة موسى، أسعفينا يا حبيبة محمد، علمينا يا عروسة يسوع، قوي قلوبنا لنحيى أو شدّدي سواعد أعدائنا علينا فنفنى وننقرض ونرتاح.
ويقولون لك أكثر من ذلك لأنّ أشباح جدودهم مازالت حيةً في أجسادهم فهم مثل كهوف الأودية الخالية يُرجِعون صدى أصوات ولا يفهمون معناها.
لأنّ البشر لا ينفون الّا من تمرّدت روحه الكبيرة على الظلم والجور ومن لا يؤثّر النفي على الاستعباد لا يكون حراً بما في الحرية من الحق والواجب .
ولكن أيسوغ للمرأة أنْ تشتري سعادتها بتعاسة بعلها ؟فأجابتني نفسي قائلة وهل يجوز للرجل أنْ يستعبد عواطف زوجته ليبقي سعيداً.