تفنن عبيد بن الأبرص في نظم مقطوعاته فنراه ينوع في استعمال الأساليب خاصة الإنشائية التي تثير العقل وتحفز الذهن وتجذب المخاطب وتدفعه إلى الاستماع.
الأساليب الإنشائية في شعر عبيد بن الأبرص
1- الأمر: هو طلب فعل أمر لم يكن حاصلاً من قبل بأسلوب الإلزام، ولقد جاء الأمر في أدب عبيد بن الأبرص في مواضع متعددة تفيد النصح والإرشاد ومثال عليه:
ساعد بأرض إذا كنت بها
ولا تقل إنني غريب
كما أنه في أبياته يحمل الحِكم الخالدة وتنم عن خبرة يستطيع الشخص الاستفادة منها في كل حين حيث أنشد:
وَاِعلَمَن عِلماً يَقيناً أَنَّهُ
لَيسَ يُرجى لَكَ مَن لَيسَ مَعَك
2- النداء: وهو الاستدعاء أو طلب الحضور بحرف ينوب عن كلمة أدعو والغرض منه إصغاء المنادى لأمر ما، وقد ورد في مقطوعات عبيد بن الأبرص يفيد الزجر واللوم حيث أنشد:
يا أيها السائل عن مجدنا
إنك عن مسعاتنا جاهل
3- الاستفهام: ويعد من أهم أنواع الإنشاء الطلبي والغرض منه طلب الفهم لكسب فائدة مجهولة وقد وردت بكثرة في مقطوعات عبيد بن الأبرص تفيد معاني كثيرة منها التحسر والتهديد والتوبيخ ومثال عليه:
تَصبو وَأَنَّى لَكَ التَّصابِي
أَنّى وَقَد راعَكَ المَشيبُ
وجاء في موضع آخر يفيد التقرير حيث أنشد:
أعاقر مثل ذات رحم
أم غانم مثل من يخيب؟
4- النهي: يفيد طلب التوقف عن فعل عمل ما وقد وردت في أبيات عبيد بن الأبرص تفيد الوعظ والنصح ومثال عليه:
وَلا تُظهِرَن حُبَّ اِمرِئٍ قَبلَ خُبرِهِ
وَبَعدَ بَلاءِ المَرءِ فَاِذمُم أَوِ اِحمَدِ
وَلا تَتبَعَنَّ رَأيَ مَن لَم تَقُصُّهُ
وَلَكِن بِرَأيِ المَرءِ ذي اللُبِّ فَاِقتَدِ
5- التمني: وهو طلب شيء تهواه النفس وترغب به رغم استحالته وورد عند عبيد بن الأبرص عندما أنشد:
هبت تلوم وليست ساعة اللاحي
هلا انتظرت بهذا اللوم إصباحي