عندما نسمع أحد الأشخاص يقول “Action speak louder than words”، فنفهم من هذا القول أن الأفعال أسرع وأقوى في نقل الصورة من الكلام الذي ننطق به، فمثلاً إذا أردنا إعطاء أي شخص دروس في الرقص، ونصف له بالكلمات الطريقة في كيفية أداء الحركات بالكلمات، فمن الأفضل أن نقوم بتطبيق تلك الحركات بجسدنا امامه بدل من وصفها بالكلمات؛ وذلك لأن بهذا العمل نعطيه الصورة بشكل واضح أكثر من قول الكلمات، وكما نوفر بذلك الكثير من الوقت في الشرح الذي قد يطول ولا يفيد بشيء.
قصة مثل “الأفعال أعلى صوتاً من الكلمات”:
كانت هناك فتاة لم يتجاوز عمرها العشر سنوات، تمتلك دراجة تذهب بها يومياً إلى مدرستها، فقد كانت طيبة القلب تحب مساعدة الناس، وكانت على مستوى جيد في المدرسة، وتؤمن دائماً بنصيحة مدرستها في أنه يجب مساعدة الناس الذين يقعون في ورطة.
في صباح أحد الأيام أثناء ذهابها إلى المدرسة، شاهدت رجل كفيف يحاول أن يعبر الطريق في ظل الإزدحام المروري، ولم يكن هناك أي شخص يقدم له المساعدة، مما يجعله معرضاً للخطر جراء سرعة المركبات، نزلت من دراجتها واتجهت نحوه عابرةً الطريق، وأخذت بالإشارة إلى السيارات من أجل التوقف ثم مسكت بيد الرجل الكفيف، وطلبت منه حينها أن يسير معها جنباً إلى جنب حتى تتمكن من مساعدة في عبور الشارع، وبالفعل أثناء عبورها كانت تؤشر لجميع السيارات للتوقف، فأفسحت السيارات المجال لهم من أجل سلامة عبورهم، وأعجبوا فيها وبشجاعتها جميع من كان في الشارع بسبب شهامتها وحبها إلى مساعدة الآخرين على الرغم من أنها صغيرة في السن.
بعد ذلك شكرها الرجل الكفيف البصر، وتمنى لها كل السعادة والتوفيق في حياتها، وقد كان من بين الناس الذين أوقفوا سياراتهم ورأى ذلك الموقف مدرستها التي علمتها كيف تساعد الآخرين، حيث رأت ما قالته لها يُطبق على أرض الواقع، فسّرت بها كثيراً.
وفي صباح اليوم التالي، قامت معلمتها باستدعائها في أثناء الطابور الصباحي أمام جميع الطلبة إلى منصة الإذاعة، حيث أخبرت مدرستها الطلبة عن ما قامت بفعله زميلتهم مع الرجل الكفيف، وطلبت من الجميع أن يحذوا حذوها، وأن يحاولوا تجسيد أقوالهم إلى أفعال مفيدة، حيث قامت المدرسة بتكريمها على العمل الإنساني الرائع الذي قامت به.