الأقربون أولى بالمعروف - Charity begins at home

اقرأ في هذا المقال


حث الدين الإسلامي على الاعتناء بالعلاقات الاجتماعية بين المجتمعات والأسر، فهي النواة المركزية في تطبيق الناس للشريعة الإسلامية من منطلق التعاون على الخير؛ وذلك تطبيقا لقوله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).

مضمون مثل “الأقربون أولى بالمعروف”:

المال الخاص للشخص هو ملك وحق له، وله حرية التصرف به كيفما يشاء، أما المال العام فهو من حق جميع الناس ممن لديهم المميزات والكفاءة اللازمة للأخذ بهذا المعروف وذلك من باب الإحسان، فجميع الناس لديهم أقارب ذو حاجة، ومن واجب هذا الشخص إخراج صدقة من أمواله لهؤلاء الناس تدريجيا حسب درجة القرابة؛ وذلك امتثالا لقوله تعالى ( يسألونك ماذا ينفقون قل ما انفقتم من خير فللوالدين والأقربين) وهذه الآية تدل على أن أعظم الناس حقا على الشخص هم والداه، فهم أحق من من يبدأ بتقديم المال لهم ومن ثم يتطرق إلى الأقربون.

قصة مثل “الأقربون أولى بالمعروف”:

كانت هناك إمرأة زوجها ميت فأرادت أن تدلى بصدقة عنه، فقامت بصنع طعام في إحدى ليالي الجمعة وتبعثه مع ولدها اليتيم إلى أحد الأكواخ القريبة، حيث يوجد هناك رجل فقير فيعطيه إياه فيدخل على الكوخ ويعطيه للرجل، فكان الولد في نفس الوقت يحس بالجوع الشديد فيعود إلى البيت وينام وهو جائع.

وكانت المرأة تكرر صنع هذا الطعام كل ليلة جمعة وترسله مع ابنها إلى نفس الرجل الفقير، وكالعادة أحس الولد بالجوع أثناء إرساله الطعام للرجل فرجع ونام بجوعه، وفي ثالث مرة صنعت فيه المرأة الطعام لترسله إلى الرجل الفقير أخذه ابنها، وبينما هو يتقدم نحو الكوخ أصيب بضرراً بالغاً من الجوع فلم يقوى على التحمل وقام بأكل ذلك الطعام، ثم عاد إلى البيت ونام وهو شبعان.

وحين رقدت المرأة إلى فراشها ونامت رأت في منامها أن زوجها يقول لها:” لم يصلني الطعام في هذه الليلة”، وقبل طلوع الشمس فاقت المرأة من نومها متعجبة، فأيقضت ابنها وسألته إلى من أخذ الطعام في ليالي الجمعة الماضية، فأجابها: في المرتين الماضيتين قدمت الطعام إلى ذلك الرجل الفقيرالموجود في الكوخ، مع أنني كنت على قدر عال من الجوع وأرجع للنوم وأنا قد اتعبني الجوع، ولكن في الليلة الماضية لم اتحمل الشعور بالجوع فقد ألحق بي الضرر، فقمت بأكل ما في القدر وذهبت إلى النوم أشعر بالشبع، فأدركت المرأة حينها أن إبنها كان أولى بالطعام والتصدق عليه من ذلك الرجل الفقير.


شارك المقالة: