تحدث الشعر في الجاهلية عن الأقوام من العجم، فلقد كان الغزو قديمًا من أكثر الأحداث آنذاك، ومن هذه الأقوام تم ذكر الفرس والهنود والحبشي وغيرهم.
الأقوام الأعجمية من خلال الشعر الجاهلي
اختلط العرب مع غيرهم من الأقوام وخاصة العجم، وتم ذكرهم في عدة أشعار في الشعر الجاهلي، ولقد تأثر الشعراء بهم فظهر نمط جديد في شعرهم من أساليب وألفاظ.
ذكر الفرس في الشعر الجاهلي
ظهر الشخص الفارسي في الشعر الجاهلي، وهو من أكثر الأجناس ذكراً فيه، ومثال ذلك قول الأعشى:
“فما أنتَ إنْ دامتْ عليكَ بخالدٍ
كمَا لمْ يُخَلَّدْ قَبْلُ سَاسَا وَمُورَقُ
لهُ ما اشتَهى راحٌ عتيـقٌ وَزْنبَـق”
وكذلك قوله:
“مَلِكٍ يُعَدُّ لَهُ ثَوابُه
بَكَرَت عَلَيهِ الفُرسُ بَعدَ
الحُبشِ حَتّى هُدَّ بابُه
فَتَراهُ مَهدومَ الأَعالي
وَهوَ مَسحولٌ تُرابُه”
ذكر الروم في الشعر الجاهلي
لم يكن للشخص الرومي ذكر كثير في الشعر الجاهلي؛ وسبب ذلك نتيجة المسافة البعيدة وبينهم ومن أمثلة ذكر الروم في الشعر الجاهلي قول امرؤ القيس:
“بَكى صاحِبي لَمّا رَأى الدَربَ دونَنا
وَأَيقَنَ أَنّا لاحِقانَ بِقَيصَرا
فَقُلتُ لَهُ لا تَبكِ عَينَكَ إِنَّما
نُحاوِلُ مُلكاً أَو نَموتُ فَنُعذَرا”
ويقول طرفة بن العبد في ذلك:
“كَقَنْطرَة الروُمِي أُقسم بها
لْتكَتنَفنَّ حتى تُشَادَ بِقرَمد”
ذكر الهندي في الشعر الجاهلي
لم يذكر الهندي في الشعر الجاهلي ولكن تم ذكر ما يدل عليه من معدات وأدوات وخاصة السيوف، ومن أمثلة الشعر على ذلك قول طرفة بن العبد:
“وَظُلمُ ذوي القّربَى أَشَدُّ مضَاضةً
علَى المْرءِ مِنْ وَقْع الْحُسامِ المُهنَّد”
وكذلك قول زهير بن أبي سلمى قائلاً:
“حَيثُ تَرى الخَيْلَ بالأَبطْالِ عِابِسَةً
يَنْهَضْنَ بالهْنِدوانياتِ والجنن”
وقول عنترة بن شداد:
“وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ
مِني وَبِيضُ الهِّندِ تَقْطِرُ مِنْ َدِمي”