الأمر والنهي في شعر الرثاء عند لبيد بن ربيعة

اقرأ في هذا المقال


لبيد بن ربيعة من شعراء العصر الجاهلي البارزين وتميز بالفنون والأساليب العديدة في شعره، ومن بينها الأمر والنهي في شعر الرثاء.

تعريف الأمر والنهي

معنـى الأمـر: “هو طلب حصول الفعل على جهة الاستعلاء”.

ومعنى النهـي: “هو طلب الكفّ عن الفعل على جهة الاستعلاء.

الأمر والنهي في شعر الرثاء عند لبيد بن ربيعة

لقد وردت صيغة النهي في شعر لبيد بن ربيعة في الأبيات التالية:

لا تَــــــــــــــأمُرِيني أن أُلامَ فــــــــــــــإنّني

آبى وأكــــــره أَمْــــــرَ كــــــل ملــــــيم

فهو يقوم بالإنكار على لائمته أن تأمره بفعل ما يستحق اللوم عليه، فهو يقوم بالامتناع عن هذا، وينبذ كل أمر  يأتي باللوم.

َقُومـــا فَقُـــولا بالّـــذي قَـــد عَلِمْتمـــا

ولا تَخْمِــشا وجهــاً ولا تَحْلِقــا شَــعَر

فهو يقوم بتوجيه النصح لابنتيه بالصبر والتحمل وقت الكرب، وألا تقوما بما يقمن به النساء الجازعات اللواتي يقمن بخمش وجوههن، ويقومون باللطم على صدورهن، ويقصنّ شعرهن حداداً مثلما كان يفعل أهل الجاهلية:

فــــلا تــــسألينا واسْــــأَلي عــــن بَلائِنــــا

إِيــــاداً وكلبــــاً مــــن مَعَــــدٍّ ووائِــــل

أراد لبيد بن ربيعه في هذه الأبيات من استخدام أسلوب النهي وأسلوب الأمر أن يدل على الكرب الذي مرّ بقومه وشهدت عليه القبـائل.

فعَيْنِــــــيَ إِذْ أَوْدَى الفِــــــراقُ بأربــــــد

فــــلا تَجْمُــــدا أنْ تَــــسْتَهِلاّ فَتَــــدْمَعا

فهـو في أبياته يستحث عيناه لكي تبكي، وأن تقوما باستهلال الدموع وألا تـبخلا به وتذرفانه بغزارة؛ لأنهما تبكيان أربد الخير:

قــضِّ اللُّبانَـــةَ لا أبَـــا لَـــكَ واذْهَـــب

والْحَــقْ بِأُسْـــرَتِكَ الكِـــرَامِ الغُيَّـــب

ذَهَـــبَ الَّـــذِينَ يُعَـــاشُ فِـــي أَكْنَـــافِهِم

وبَقِيـتُ فِـي خَلْـفٍ كَجِلْـدِ الأَجْـرَب

يتـــــــــــأكّلُون مَغالَــــةً وخِيانــــة

ويُعـــابُ قَـــائِلُهم وإِنْ لَـــمْ يَـــشْغَب

يَــــا أَرْبَــــدَ الْخَيْــــرِ الكَــــرِيمَ جُــــدُودُهُ

خَلَّيْتَنِــــي أَمْــــشِي بِقَــــرْنٍ أَعْــــضَب

ففي البيت الأول ثلاثة أفعال أمر وهي:

1- “قضّ اللبانة”.

2- “واذهب”.

3- “والْحَقْ بأسرتك الكرام الغيّب”.

ويقصد في هذه الأفعال أن يقوم بتجريد شخص من نفسه يخاطبه، وفي هذه الأفعـال رغبـة في نهاية عمره؛ لكي يقوم باللحاق بأحبته الذين أخذهم الموت، فالأمر هنا له معنى تمني الموت والذهاب من الحياة التي لم يعد فيها ما يُريحه.


شارك المقالة: