اقرأ في هذا المقال
“إن الإنسان بطبيعته يخشى الحقيقة أكثر مما يخشى الموت”
نوال السعداوي
إنّ علاقة الأسياد بالعبيد كعلاقة الاستعمار بالمستعمرات,كعلاقة أي فرد يريد استغلال الفرد الآخر, كعلاقة الرجل بالمرأة.
إنّ القيم الأخلاقيّة و النفسيّة كالملابس الّتي يرتديها البشر فوق أجسامهم تتغيّر و تتبدّل حسب الظُّروف الاقتصاديّة في المجتمعات البدائية و الفقيرة.
إنّ الإنسان بطبيعته يخشى الحقيقة أكثر ممّا يخشى الموت, وهذا شيء طبيعي تماماً لأنّ الحقيقة مُفزعة للإنسان أكثر من الموت.
إنّ معظم قوانين العصر الحديث جائزة,فهي تُخضِع المرأة للرجل, وتُخضِع الفقير للغني وتُخضِع الأسود للأبيض, وتُخضِع الأغلبية للقلّة وتُخضِع الشُّعوب الفقيرة النّامية للدول الاستعمارية الكبرى.
إنّ أشد ما يذعر له المجتمع الذُّكوري أنْ تثبت المرأة تفوّقها في التعليم والعمل في المجالات العلمية والفكرية,وسبب الذُّعر هو خوفهم من أنْ تتذوّق النّساء سعادة العمل الفكري ولذّته الّلذة المحرّمة. فينجرفنّ في ذلك الطّريق ولا يجد الرّجال من يخدمهم في البيت ويطبخ لهم ويغسل سراويل الأطفال.
ليس هناك أي دليل علمي في البيولوجيا أو الفسيولوجيا والتشريح ما يثبت أنّ المرأة أقل من الرجال عقلاً أو جسداً أو نفسياً .إنّ الوضع الأدنى للمرأة فُرِض عليها من المجتمع لأسباب اقتصادية واجتماعية لصالح الرجل ومن أجل البقاء واستمرار الأسرة الأبوية التي يملك فيها الأب الزّوجة والأطفال كما يملك قطعة الأرض.
إنّ حماسي للعلم هذا لا يعني أنّني من هؤلاء الذين يقدّسون الحقائق العلمية. فالحقائق العلمية كالحقائق التاريخيّة والسياسيّة تتغيّر على الدوام بتطوّر عقل الانسان وقدرته المتزايدة على كشف الحقيقة المزيّفة من الحقيقة غير المزيّفة.