الاستفهام في شعر الرثاء للبيد بن ربيعة

اقرأ في هذا المقال


الموضوعات الشعرية التي يشملها أسلوب الاستفهام كثيرة، ومنها نستنتج الكثير من المعاني والدلالات حسب السياق.

الاستفهام في شعر الرثاء للبيد بن ربيعة

تضمنت الأغراض من الاستفهام في شعر لبيد بن ربيعة في عدة أغراض ومنها:

1- التقرير ومثال ذلك قوله:

ألــــيسَ ورائــــي إِن تراخَــــتْ مَنِــــيَّتي
لــزومُ العــصا تُحْــنى عليهــا الأصــابع

2- النفي مثل قوله:

هـــــل الـــــنفسُ إلا متعـــــةٌ مـــــستعارةٌ
تُعـــــارُ فتـــــأتي ربَّهـــــا فَـــــرْطَ أَشْـــــهُر

3- التعجب مثل قوله:

فوقفــــتُ اســــألُها وكيــــفَ ســــؤالُنا
صــــماً خوالــــدَ مــــا يُــــبينُ كلامُهــــا

4- الاستبعاد مثل قوله:

لا يـــــستطيعُ النـــــاسُ محـــــوَ كتابـــــه
أنى ولـــــــــيس قـــــــــضاؤُه بمبَـــــــــدَّل

5- الإنكار في مثل قوله:

أتجـــزعُ ممـــا أحـــدثَ الـــدهرُ بـــالفتى
وأيُّ كـــــــريمٍ لم تُـــــــصِبْهُ القـــــــوارع

أساليب الاستفهام في شعر الرثاء عند لبيد بن ربيعة

1- الاستفهام بالهمزة (أ)، مثل قوله:

“أَتَجزَعُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ بِالفَتى

وَأَيُّ كَريمٍ لَم تُصِبهُ القَوارِعُ

لَعَمرُكَ ما تَدري الضَوارِبُ بِالحَصى

وَلا زاجِراتُ الطَيرِ ما اللَهُ صانِعُ

سَلوهُنَّ إِن كَذَّبتُموني مَتى الفَتى

يَذوقُ المَنايا أَو مَتى الغَيثُ واقِعُ”

2- الاستفهام ب(هل) حيث يقول:

“فَهَل نُبِّئتَ عَن أَخَوَينِ داما

عَلى الأَيّامِ إِلّا اِبنَي شَمامِ

وَإِلّا الفَرقَدَينِ وَآلَ نَعشٍ

خَوالِدَ ما تَحَدَّثُ بِاِنهِدامِ

وَكُنتَ إِمامَنا وَلَنا نِظاماً

وَكانَ الجَزعُ يُحفَظُ بِالنِظامِ

وَلَيسَ الناسُ بَعدَكَ في نَقيرٍ

وَلا هُم غَيرُ أَصداءٍ وَهامِ”

إنّ الشاعر كان يقوم باللجوء للاستفهام لكي يخفف من شدة الشعور بالفقد ووجع الأحزان التي تقهر النفس، في محاولة منه أن يبث في نفسه شيء من السكينة، فيقول:

“هل النفسُ إلا متعةٌ مستعارةٌ
تُعارُ فتأتي رَبَّهَا فَرْطَ أَشْهُرِ”

وقد استخدم الشاعر الاستفهام في القصائد ليوضح طبيعـة الكون، فكل شخص سيلاقي مصيره في النهاية، وموظفاً إياه ليفصح عن الوجع والحزن لفراق الأحبة، والاستفهام هنا له علاقة بالرثاء والتعبير عن الألم، فيقول في رثاء أخيه أربد:

“يا عَينُ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ

قُمنا وَقامَ الخُصومُ في كَبَدِ

وَعَينِ هَلّا بَكَيتِ أَربَدَ إِذ

أَلوَت رِياحُ الشِتاءِ بِالعَضَدِ


شارك المقالة: