لبيد بن ربيعة من الشعراء البارزين الذين عملوا على التنويع بالأساليب الشعرية ومنها الاستفهام في الفخر.
الاستفهام في شعر الفخر في شعر لبيد بن ربيعة
من الأمثلة على أسلوب الاستفهام في شعر الفخر عند لبيد بن ربيعة:
أو لم تكــــــن تــــــدري نَــــــوَارُ بــــــأنني
وصَّــــالُ عَقْــــدِ حبائــــلٍ جَــــذَّامها
تـــــــــرَّاك أمكنـــــــــةٍ إذا لم أَرْضَـــــــــها
أو يعتلــقْ بعــضَ النفــوسِ حِمَامُهــا
بـــل أنـــت لا تـــدرين كـــم مـــن ليلـــة
طلـــــقٍ لذيـــــذٍ لهوهـــــا ونِـــــدَامها
قــــد بــــتُّ ســــامرَها وغايــــة تــــاجرٍ
وافيـــتُ إذ رُفِعَـــتْ وعَـــزَّ مُـــدَامها
إن همزة الاستفهام في البيت الأول من الشعر قد دخلت على جملة نفي (لم تكن)، وهي في هذه الحالة لها معنيين اثنين وهما:
1- أنّ الشاعر ينكر التظاهر الذي قامت به نوار بعدم معرفتها لصفاته.
2- التقرير، فيدل على أن الشاعر قام بتقرير هذه الصفات ونسبها لنفسه.
وفي كل الأحوال بغض النظر عن المعنى الذي تفيده الهمزة وهو الإنكار أو التقرير، فإن أسلوب الاستفهام في الأبيات قد قام بإظهار السمات والطبائع التي يتصف بها الشاعر والتي تعتبر مصدر فخره.
ومـن هـذه السمات والطبائع أنه يقوم بوصل من يستحق الوصال، ويقطع علاقته للمستحقين للقطيعة، ولا يبقى في مكان لا يرغب به وغيرها الكثير من الصفات.
ويلجأ إلى أن يسأل وهو ينظر إلى نوار، فيقول: “بل أنتِ لا تدرين كم من ليلة صافية الجو يحلو بها اللهو قد بات فيها ساهراً، وكم من متجر يبيع الخمر قد وصل إليه حتى لو ارتفع ثمنها.
فـ(كم) الخبرية جاءت هنا تفيد التكثير؛ إذ يقول لنوار: أنتِ جاهلة بالليالي الكثيرة التي كانت تحلو لي؟!
فهو يمدح نفسه؛ لأنه يلهو في الليالي، ولأنه كريم يشتري الخمر حتى لو كان سعره غالياً لأصحابه؛ والضروري في هذا كله أن ذلك الاستفهام بالشكل الإنكاري هو السبيل لهذه الأشياء ووصفها، ويبين من خلاله هذه المعاني.