قصة البجع الستة

اقرأ في هذا المقال


البجع الستة (The Six Swans) بالألمانية: (Die sechs Schwäne) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم في حكايات جريم الخيالية في عام 1812، إنه من نوع (Aarne-Thompson) (الإخوة الذين تحولوا إلى طيور)، وهو منتشر في جميع أنحاء أوروبا. تشمل الحكايات الأخرى من هذا النوع
(The Magic Swan Geese) و (The Seven Ravens) و (The Twelve Wild Ducks) و (Udea) وإخوانها السبعة و(Wild Swane) أدرج أندرو لانغ نسخة مختلفة من الحكاية في (The Yellow Fairy Book).

الشخصيات:

  • الملك.
  • الساحرة.
  • ابناء الملك.
  • ابنة الملك.

قصة البجع الستة:

في قديم الزمان، كان ملك يصطاد في غابة كبيرة، ثمّ طارد وحشًا بريًا بشغف بحيث لم يستطع أحد من حاشيته أن يتبعه، وعندما اقترب المساء، توقف ونظر حوله ورأى أنه قد ضل طريقه فبحث عن مخرج، لكنه لم يجد شيئًا، ثم رأى امرأة عجوز تومئ برأسها وكانت تقترب منه، لكنها كانت ساحرة.
قال لها: أيتها المرأة الطيبة، ألا يمكنك أن تدلني على الطريق عبر الغابة؟ أجابت العجوز: نعم يا سيدي الملك، بالتأكيد يمكنني ذلك، ولكن بشرط واحد، وإذا لم تحقق ذلك فلن تخرج أبدًا من الغابة، وستموت من الجوع فيها، فقال الملك: ما هو نوع هذا الشرط؟ قالت المرأة العجوز: لدي ابنة، وهي جميلة أكثر من أي امرأة في العالم، وتستحق أن تكون زوجتك، إذا كنت ستجعلها ملكتك، فسأبين لك طريق الخروج من الغابة.
وفي حزن قلبه وافق الملك، وقادته المرأة العجوز إلى كوخها الصغير، حيث كانت ابنتها جالسة بجانب النار، ثمّ استقبلت الملك الذي كان متفاجئاً وكانت الفتاة على عكس توقعاته، لقد رأى أنها جميلة جدًا، لكنها مع ذلك لم ترضيه ولم يستطع النظر إليها دون رعب سري لأنّها ابنة ساحرة، بعد أن أخذ الملك الفتاة على حصانه، أرته المرأة العجوز الطريق، ووصل الملك مرة أخرى إلى قصره الملكي حيث تم الاحتفال بالزفاف.
كان الملك قد تزوج من قبل، ورزق من زوجته الأولى بسبعة أطفال وهم ستة أولاد وفتاة حيث أحبهم أكثر من أي شيء آخر في العالم، ولأنه كان يخشى الآن من أن الملكة الجديدة قد لا تعاملهم بشكل جيد، وحتى أن تسبب لهم بعض الأذى، فقد اصطحبهم إلى قلعة منعزلة في وسط الغابة التي كانت مخفية، وكان من الصعب جدًا العثور على الطريق لدرجة أنه لم يكن ليجده على الإطلاق، لو لم تعطه امرأة حكيمة كرة من خيوط ذات خصائص رائعة عندما ألقى بها أمامه، فتحت نفسها وأظهرت له الطريق.
ومع ذلك، فقد ذهب الملك كثيرًا لزيارة أبنائه الأعزاء لدرجة أن الملكة أصبحت تلاحظ غيابه، ثمّ كانت فضولية وأرادت معرفة ما يفعله عندما يكون بمفرده في الغابة، لقد قررت أن تعطي الكثير من المال لخدمه لتتبعه ومعرفة مكان ذهابه حيث كشف الخدم السر لها، وأخبروها أيضاً عن كرة الخيوط التي يمكن أن تشير وحدها إلى الطريق.
والآن لم تعرف راحة حتى علمت أين احتفظ الملك بكرة الغزل، ثم صنعت قمصانًا صغيرة من الحرير الأبيض ولأنها تعلمت فن السحر من والدتها ، قامت بخياطة بعض الخيوط السحرية وأخفتها، وفي أحد الأيام عندما انطلق الملك للصيد، أخذت القمصان الصغيرة وذهبت إلى الغابة، وأظهرت لها الكرة الطريق، وبعد أن وجدت الأطفال الذين رأوا من بعيد أن أحدهم يقترب، ظنوا أن والدهم العزيز كان قادمًا إليهم وكانوا مليئين بالبهجة، فركضوا للقائه، ثم ألقت بأحد القمصان الصغيرة فوق كل واحد منهم وبمجرد أن لمست القمصان أجسادهم حتى تم تغييرهم إلى بجعة، وحلقت بعيدًا فوق الغابة.
عادت الملكة إلى المنزل وهي سعيدة للغاية، واعتقدت أنها تخلصت من جميع الأطفال، لكن الفتاة لم تكن مع إخوتها، والملكة لا تعرف شيئًا عنها، وفي اليوم التالي ذهب الملك لزيارة أطفاله، لكنه لم يجد سوى الفتاة الصغيرة وعندما سألها الملك: أين إخوتك؟ أجابت: يا أبي العزيز، لقد ذهبوا وتركوني وشأني! وأخبرته أنها رأت من نافذتها الصغيرة كيف طار أشقائها فوق الغابة على شكل البجع. وأرته الريش الذين تركوه سقط خلفهم في الفناء.
حزن الملك، لكنه لم يعتقد أن الملكة قد فعلت هذا العمل الشرير، ولأنه كان يخشى أن تُسرق الفتاة منه أيضًا، فقد أراد أن يأخذها بعيدًا لكنها كانت تخاف من الملكة، وطلبت من الملك على السماح لها بالبقاء ليلة واحدة فقط في قلعة الغابة، وبعد ذهاب والدها فكرت الفتاة المسكينة في نفسها: لم يعد بإمكاني البقاء هنا، سأذهب وأبحث عن إخوتي، ولما حل الليل هربت وذهبت مباشرة إلى الغابة.
سارت طوال الليل، وفي اليوم التالي أيضًا دون توقف، حتى لم تستطع الذهاب أبعد من ذلك للتعب ثم رأت كوخًا في الغابة ودخلته، ووجدت غرفة بها أسرة صغيرة ولكنّها لم تجرؤ على الدخول إلى أي منها، بل تسللت تحت أحدهما واستلقت على الأرض الصلبة ، لتمضي الليل هناك وقبل غروب الشمس بقليل، سمعت حفيفًا ورأت ستة بجعات تأتي تطير من النافذة حيث نزلوا على الأرض ونفخوا على بعضهم البعض، ونثروا كل الريش، وجلود البجع تجردت عنهم مثل القميص، ثم نظرت إليهم الفتاة وتعرفت على إخوتها حيث ابتهجت وزحفت من تحت السرير، ولم يكن الأخوان أقل سعادة لرؤية أختهم الصغيرة، لكن فرحتهم كانت قصيرة.
قالوا لها: لا تستطيعين البقاء هنا، هذا مأوى لصوص، إذا عادوا إلى المنزل ووجدوك فسوف يقتلوك، فسألت الأخت الصغيرة: ولكن ألا يمكنكم حمايتي، أجابوا: لا، فقط لمدة ربع ساعة كل مساء، يمكننا أن نضع جلود البجع جانبًا ونحصل على شكلنا البشري، بعد ذلك نتحول مرة أخرى إلى بجعات، فبكت الأخت الصغيرة وقالت: ألا يمكن تحريركم؟ أجابوا: للأسف، لا، سنبقى لمدة ست سنوات قد لا نتكلم أو نضحك، وفي ذلك الوقت يجب عليك خياطة ستة قمصان صغيرة من زهور النجوم لنا، وإذا تكلمت كلمة واحدة عن هذا، فسيضيع كل جهدك لتحريرنا.
وبعدما قال الأخوان هذا، انتهت الربع الساعة، وخرجوا من النافذة مرة أخرى مثل البجع، لذلك، قررت الفتاة أن تنقذ إخوتها حتى لو كلفها الأمر حياتها، ثمّ غادرت الكوخ وذهبت إلى وسط الغابة، وجلست على شجرة وأمضت الليل هناك، وفي صباح اليوم التالي، خرجت وجمعت زهور النجوم وبدأت في الخياطة، ولم تستطع التحدث إلى أحد، ولم تكن ترغب في الضحك حيث جلست هناك ولم تنظر إلى شيء سوى عملها.
عندما قضت وقتًا طويلاً هناك، جاء حاكم المدينة الذي كان يصطاد في الغابة، وجاء صيادوه إلى الشجرة التي كانت تجلس عليها الفتاة، فنادوها وقالوا: من أنت؟ لكنها لم تقدم أي إجابة، ثمّ قالوا: تعالي إلينا، لن نؤذيكي، في تلك الأثناء كانت الفتاة تهز رأسها فقط. وبينما كانوا يضغطون عليها أكثر بالأسئلة، ألقت إليهم عقدها الذهبي، وفكرت في اكتفائهم بذلك، ومع ذلك لم يتوقفوا، ثم ألقت حزامها عليهم ولأن هذا أيضًا كان بلا فائدة، ثمّ القت كل ما كانت تملكه ويمكنها الاستغناء عنه، حتى لم يتبق لها شيء، ولكنّ لم يتركها الصيادون فتسلقوا الشجرة وجلبوا الفتاة إلى أسفل وقادوها أمام الحاكم.
سأل الملك: من أنت؟ وماذا تفعلين على الشجرة؟ لكنها لم تجب، وحين طرح السؤال في كل لغة يعرفها، لكنها ظلت صامتة ولأنها كانت جميلة جدًا، تأثر قلب الملك، وكان مغرمًا بها بشكل كبير، ثمّ ألبسها عباءته، وأخذها أمامه على حصانه وحملها إلى قلعته، ثم جعلها ترتدي ثيابًا غنية وأشرقت في جمالها مثل ضوء النهار الساطع، لكن لم يكن من الممكن استخلاص أي كلمة منها، وكان يضعها بجانبه على الطاولة، وقد أسعده لطفها كثيرًا، حتى أنه قال: هي التي أرغب في الزواج منها، وليس أي امرأة أخرى في العالم،وبعد أيام قليلة تزوج منها.
ومع ذلك، كان للملك أم شريرة كانت غير راضية عن زواجه وتحدثت بالسوء عن الملكة الشابة حيث قالت: من يعلم من أين يأتي المخلوق الذي لا يستطيع الكلام؟ إنها لا تستحق ملكًا! وبعد مرور عام، عندما أحضرت الملكة طفلها الأول إلى العالم، أخذته المرأة العجوز بعيدًا عنها ولطخت فمها بالدم بينما كانت نائمة، ثم ذهبت إلى الملك واتهمت الملكة بأنها آكلة للأطفال ولكنّ لم يصدق الملك ذلك، ولم يسمح لأحد أن يؤذيها ومع ذلك، كانت تجلس باستمرار تخيط القمصان ولا تهتم بأي شيء آخر.
في المرة التالية، عندما ولدت مرة أخرى ولدًا جميلًا، استخدمت المرأة العجوز الكاذبة نفس الخيانة لكن الملك لم يستطع إقناع نفسه بكلماتها، وقال: إنها تقية وطيبة جدًا لفعل أي شيء من هذا القبيل ولو كان يمكنها التكلم والدفاع عن نفسها، لكانت براءتها تظهر، ولكن عندما سرقت المرأة العجوز المولود الجديد للمرة الثالثة، واتهمت الملكة التي لم تنطق بكلمة دفاع واحدة ، لم يكن بوسع الملك أن يفعل شيئًا سوى تسليمها إلى العدالة حيث حُكم عليها بالإحراق.
وعندما جاء يوم تنفيذ الحكم، كان هذا هو اليوم الأخير من السنوات الست التي لم يكن عليها أن تتكلم أو تضحك خلالها، وقد خلصت إخوتها الأعزاء من قوة السحر ثمّ كانت القمصان الستة جاهزة، فقط الكم الأيسر من السادس كان بحاجة لأن يكتمل، لذلك، عندما اقتيدت إلى تنفيذ الحكم حيث وضعت القمصان على ذراعها، وعندما وقفت عالياً وكانت النار على وشك الإشتعال، نظرت حولها وجاءت ستة بجعات تطير في الهواء باتجاهها، ثم رأت أن خلاصها قريب، وخفق قلبها فرحاً.
حلّق البجع تجاهها حتى تتمكن من رمي القمصان عليها، وعندما ألقتها لهم، سقطت جلود البجع ووقف إخوتها أمامها في شكلهم السابق ، نشيطين ووسيمين، وكان الأصغر يفتقر إلى ذراعه اليسرى فقط، وكان مكانه جناح بجعة على كتفه، عانقوا وقبّلوا بعضهم البعض، وذهبت الملكة إلى الملك الذي تأثر كثيرًا، وبدأت تتحدث، وقالت: زوجي العزيز الآن يمكنني أن أتحدث إليك وأعلن لك أنني بريئة من هذه التهم الزور، وأخبرته بخيانة المرأة العجوز التي سلبت أطفالها الثلاثة وأخفتهم. فرح الملك العظيم، وكعقاب لوالدة الملك، قررت المحكمة تقييد المرأة الشريرة بالعمود وحرقها ولكن الفتاة الطيبة سامحتها وعاش الملك والملكة مع إخوتهم الستة وأبنائهم في سعادة وسلام.



شارك المقالة: