البحتري

اقرأ في هذا المقال


من هو البحتري:

هو أبو عبادة الوليد الطائي، ولد سنة “205” للهجرة في منبج، وقد ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره، حيث ذهب إلى الشاعر أبي تمام الذي كان يرشده ويوجهه، يُعد البحتري أحد شعراء العرب في العصر العباسي، توفي البحتري سنة “284” للهجرة بسبب نوبة قلبية.

يُعد شعر البحتري بدوي النزعة وعُرف عنه التزامه بعمود الشعر، كما امتاز شعره بجمال الالفاط واختيار البحور والقوافي وأيضاً امتاز بعذوبة المعاني والانسجام بين الموسيقى والمعنى وكان في شعره التجديد في الدلالات وخياله المبدع وصفاء العبارات والائتلاف بين الطبيعة والصنعة.

إضافةً إلى ذلك فقد يُعد البحتري من شعراء الوصف؛ لأن في شعره الخيال والصفاء والجلال، كما أ أسلوبه في الشعر كان يجمع بين البداوة والحضارة، حيث استمد من الحضارة الترابط والتصوير واستمد من البداوة صدقها ونقاها.

مؤلفات البحتري:

  • كتاب الحماسة: الذي عارض فيه الشاعر أبي تمام.
  • كتاب ديوان الشعر: ويضم فيه المدح والرثاء والفخر والعتاب والوصف.
  • كتاب معاني الشعر.

أغراض البحتري الشعرية:

  • الغزل: والغزل عنده عميق المعاني نابعاً من العاطفة وقد سمي البحتري بشاعر الطيف، حيث قال في غزله بالمحبوبه:

سَلامُ اللهِ كُلَّ صَبَاحِ يَوْمٍ
عليكَ، وَ مَنْ يُبَلِّغ لي سَلامي؟
لقد غادَرْتَ فِي جسدي سَقَاماً
بِمَا في مُقْلَتَيْكَ مِن السَّقام

وذكَّرَنِيكَ حُسْنُ الوَرْدِ لَمّا
أَتَي وَ لَذيذُ مَشروبِ المُدام

لَئِن قَلَّ التَواصُلُ أَوْ تَمَادَي
بِنَا الهِجرانُ عاماً بَعْدَ عامِ

أَأَتَّخِذُ العِراقَ هويً وداراً
ومَن أَهواهُ في أَرضِ الشآم؟

  • الرثاء: فقد رثا المتوكل في أبيات جميلة العاطفة، فقد قال:

تَغَيّرَ حُسْنُ الجَعْفَرِيّ وأُنْسُهُ
وَقُوّضَ بَادي الجَعْفَرِيّ وَحَاضِرُهْ

تَحَمّلْ عَنْهُ سَاكِنُوهُ، فُجَاءَةً
فَعَادَتْ سَوَاءً دُورُهُ، وَمَقَابِرُهْ

إذا نَحْنُ زُرْنَاهُ أجَدّ لَنَا الأسَى
وَقَد كَانَ قَبلَ اليَوْمِ يُبهَجُ زَائِرُهْ

وَلم أنسَ وَحشَ القصرِ، إذ رِيعَ سرْبُهُ
وإذْ ذُعِرَتْ أطْلاَؤهُ وَجَآذِرُهْ

وإذْ صِيحَ فيهِ بالرّحِيلِ، فهُتّكَتْ
عَلى عَجَلٍ أسْتَارُهُ وَسَتَائِرُهْ

وَوَحْشَتُهُ، حَتّى كأنْ لَمْ يُقِمْ بِهِ
أنيسٌ، وَلمْ تَحْسُنْ لعَينٍ مَنَاظِرُهْ

كأَن لمْ تَبِتْ فيهِ الخِلاَفَةُ طَلْقَةً
بَشَاشَتُها، والمُلكُ يُشرِقُ زَاهرُهْ

وَلمْ تَجْمَعِ الدّنْيَا إلَيهِ بَهَاءَهَا
وَبَهجَتَها، والعيشُ غَضٌّ مكاسرُهْ

فأينَ الحِجابُ الصّعبُ، حَيثُ تَمَنّعَتْ
بِهَيْبَتِهَا أبْوَابُهُ، وَمَقاصِرُهْ

وأينَ عَمِيدُ النّاسِ في كلّ نَوْبَةٍ
تَنُوبُ، وَنَاهي الدّهرِ فيهِمْ وآمرُه

تَخَفّى لَهُ مُغْتَالُهُ، تَحتَ غِرّةٍ
وَأوْلَى لِمَنْ يَقاتلهُ أن يُجَاهِرُهْ

  • المدح: وقد مدح الهيثم بن عثمان الغنوي، اذ يقول:

أتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً
مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن يَتَكَــــــلَّما

وَقَد نَبَّهَ النَيروزُ في غَلَسِ الدُجى
أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُــــــــوَّما

يُفَتِّقُها بَردُ النَدى فَكَأَنَّــــــــــــــــهُ
يَبُثُّ حَديثاً كــــــــــانَ أَمسِ مُكَتَّما

وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ لِباسُــــــــهُ
عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشياً مُنَمــــــنَما

أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ بَشاشَــــــــــةً
وَكانَ قَذىً لِلعَينِ إِذ كانَ مُحــــرَما

  • الوصف: حيث وصف بركة المتوكل، في قصيدة وقال فيها:

يا من رأى البركة الحسناء رؤيتها
والآنسات إذا لاحت مغانيها

بحسبها أنها في فضل رتبتها
تعد واحدة والبحر ثانيها

ما بال دجلة كالغيرى تنافسها
في الحسن طورا وأطوارا تباهيها

تنصب فيها وفود الماء معجلة
كالخيل خارجة من حبل مجريها

كأنما الفضة البيضاء سائلة
من السبائك تجري في مجاريها

إذا علتها الصبا أبدت لها حبكا
مثل الجواشن مصقولا حواشيها

حكم البحتري:

  • توَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظرِ
    على صفحات الماء وَهْوَ رَفِيعُ
  • ولا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُو بَنَفْسهِ
    على طبقات الجوِّ وَهْوَ وَضِيعُ
  • وما النَّاسُ إِلَّا واجِدٌ غَيْرُ مَالِكٍ
    لِمَا يَبْتَغِي أَوْ مَالِكٌ غَيْرُ وَاجِدِ
  • وَلَمْ أَرَ أَمْثَالَ الرِّجَالِ تَفَاوَتَتْ
    إِلَى الفَضْلِ حَتَّى عُدَّ أَلْفٌ بِوَاحِدِ
  • وَلَنْ تَسْتَبِينَ الدَّهْرَ مَوْضِعَ نِعْمَةٍ
    إذَا أَنتَ لَمْ تُدْلَلْ عَلَيْهَا بِحَاسِدِ
  • سَأَحْمِلُ نَفْسِي عِندَ كُلِّ مُلِمَّـةٍ
    عَلَى مِثْلِ حَدِّ السَّـيْفِ أَخْلَصَهُ الهِنْدُ
  • لِيَعْلَمَ مَنْ هابَ السُّـرَى خَشْيَةَ الرَّدَى
    بأنَّ قَضـاءَ اللهِ لَيْـسَ لَهُ رَدُّ
  • فإنْ عِشْتُ مَحْمودًا فَمِثْلِي بَغَى الغِنَى
    لِيَكْسِبَ مَـالًا أوْ يُنَثَّ لَهُ حَمْدُ
  • وإن مِّتُّ لَمْ أَظْفَـرْ فَلَيْسَ عَلَى امْرِئٍ
    غَـدَا طَالِبًا إِلَّا تَقَصِّـيهِ والجَهْدُ
  • إذَا مَا الْجُرْحُ رُمَّ عَلَى فَسَادٍ
    تَبَيَّـنَ فِيـهِ تَفْـرِيطُ الطَّبِيـبِ
  • رَزِيَّةُ هَـالِكٍ جَلَبَتْ رَزَايَـا
    وخَطْبٌ بَاتَ يَكْشِفُ عَنْ خُطُوبِ
  • يُشَـقُّ الْجَيْبُ ثُمَّ يَجِيءُ أَمْرٌ
    يُصَغَّـرُ فِيهِ تَشْقِيـقُ الْجُيُـوبِ

المصدر: كتاب " ديوان البحتري " شرح وتقديم حنا الفاخوريكتاب " ديوان البحتري مع سيرة واقوال ونوادر " إعداد محمد عبد الرحيمكتاب " اخبار البحتري " تأليف أبي بكر الصولي


شارك المقالة: