البعد يزيد القلب ولوعاً - A bsence makes the heart grow fonder

اقرأ في هذا المقال


تعد الأمثال من أبرز عناصر الثقافة التي عكست معتقدات الناس ومواقفهم وطبيعتهم المختلفة، فتغلغلت في جميع جوانب الحياة لديهم، وتجاوزت حدودها إلى أكثر من ذلك في معظم الأحيان، حتى تسمو لتقديم نموذج يقتدى به في جميع المواقف، وكما ساهمت في تشكيل قيم وأنماط واتجاهات المجتمع.

دلالة مثل “البعد يزيد القلب ولوعاً”:

يعود هذا المثل إلى سنة 1850 ميلادي، وقد أخذ من قول البعض (البعد يشحد الحب والقرب يقويه)، الذي قيل في سنة 1732 ميلادي، ويقابله من الأمثال في المجتمع العربي المثل القائل (الهوى مثل النوى)، ويقصد به ما يورث البعد سوى الحب، لأن الشخص بطبيعته يصيبه الشعور بالملل مما يكون دائماً أمام ناظره، وكما قابله في اللغة العربية أيضاً المثل (زر أهلك غباً تزدد حباً)، وقُصد بالغب هو أن تقوم بزيارة أهلك يوم وتترك يوم، وكما نظم ابن الورى معنى هذا المثل في شعره فقال في لاميته المشهوره: غب وزر غباً تزد حباً فمن أكثر الترداد أضناه الملل.

أحداث دارت حول هذا المثل:

كان هناك شاب وفتاه أحبا بعضهما حباً قوياً، فتقدم للزواج بها، حصلت معارضة من أهل الطرفين، ولكن الشاب والفتاه أصرا على الارتباط ببعضهما، فتزوجا وسافرا على بلد غريب؛ حتى يقومان بتأسيس حياة خاصة بهم، ففي بداية حياتهم أنجبوا طفلة وكانوا سعيدين جداً.

وبعد مرور فترة من الزمن بدأت المشاكل تدخل إلى حياتهم وتزداد من يوم إلى آخر، حيث كانت الزوجة في بداية حملها الثاني، مما جعلها تحس بضيق من الحياة الزوجية، فقررت أن ترجع إلى أهلها لمدة شهرين إلى حين اتخاذ القرار المناسب في البقاء أو الانفصال في الحياة الزوجية.

وفعلاً جمعت أغراضها وأغراض طفلتها، وعادت إلى بيت أهلها، ورفض حينها الأهل التدخل بينهما لأنهم كانوا معارضين هذا الزواج من البداية، ومع مرور الأيام، شعرت بحاجة إلى وجود زوجها بجانبها، فتشتاق إليه بين حينٍ وآخر، فبدأت الاتصال به مرةً تلو أخرى، حتى أنهم كانوا يتفاهمون في بعض الأمور التي كانت تضيج كل واحد منهم تلو الأخر، واتفقا على تعديل الأمور الشخصية في كل منهما.

فقد زاد البعد في قلب كليهم الولع والشوق إلى بعضهما، كما كان للبعد الدور الكبير في تعديل الصفات الشخصية؛ ليرضي كلاً منهم الطرف الآخر، لقد أضناهم الحب الذي ازداد واشتعل من جديد بسبب البعد.


شارك المقالة: