ما هي التحديدات التي تواجه اللغة العربية؟
تواجه اللغة العربيّة الكثير من التحديات في العصر الحديث. وعلى الرغم من أنَّ التحديات كانت محوراً لبحوث ومؤتمرات وندوات، لكن لم تجد لها حلاً حتى هذه اللحظة.
وما يقلق حقّاً أنَّ هذه التحديات آخذة بالازدياد يوماً بعد الآخر، تاركة الحلول النظريّة والعلميّة والافتراضيّة فوق الرفوف.
ولا يُخفى على أحد أنَّ اللغة العربيّة تُمثّل الهويّة العربيّة، كما أنَّها من أبرز مقومات شخصية الإنسان العربي. ولا ننسَ أنَّ التُّراث العربي من شعرٍ وآدابٍ وعلومٍ وفنونٍ وحكمٍ وأمثالٍ، كُلّه مدون باللغة العربيّة، بالإضافة إلى الوظيفة الاجتماعيّة للغة؛ فمن خلالها يستطيع الإنسان التواصل مع الآخر وذلك من المُحيط إلى الخليج.
وكما أنَّ الحفاظ على اللغة العربيّة هو سبيل وطريق لبقاء التلاحم بين الناطقين بها، حيث أن البحث في التحديات التي واجهت أو التي تواجه اللغة العربيّة، أمرٌ يعني كافة الدول العربيّة إن لم نقل الدول الإسلامية على وجه العموم.
أقسام التحديات التي تواجه اللغة العربية:
حيث يمكن تقسيم التحديات التي تواجه اللغة العربيّة إلى قسمين وهما:
- داخلية:
حيث تتمثّل بالاغتراب الثقافي والتشظي الفكري بين اللغة وأبنائها؛ لأنَّ اللغة تمرُّ بأزمة حقيقية لإبعاد ونفور أبنائها عنها، بالإضافة إلى شعورهم بالغربة من نحوها وقواعدها وكذلك إملائها، حتَّى انزوت في بطون الكتب والمراجع التراثية التي تقتصر على الباحثين والأكاديميين. - خارجية:
وفيما يتعلق بالتحديات الخارجية التي تواجه اللغة العربية، كانت تتمثل بالتطوّر التكنلوجي الحديث الهائل و السريع للغاية؛ حيث أنَّ اللغة المستعملة في شبكة المعلومات” الإنترنت” هي الإنجليزية والفرنسية. ولا مكان للعربيّة في برامجه وتطبيقاته إلّا ما ندر.
ويستعمل العرب في محادثتهم اللغتين: الإنجليزية، الفرنسية أو اللهجات العامية فقط، وليس الفصحى أو لغة الصحافة.
أمَّا التطوّر العلمي في عدّة علوم فقد وجّه ضربة هائلة وكبيرة للغة العربيّة. وكان ذلك على العكس تماماً من الآداب، حيث أنّ الأجناس الأدبية من شعر وقصة ورواية لم تحتفظ فقط بعربيتها الزاهية، بل أنَّها عملت على تحمّل مسؤولية الارتقاء باللغة وكذلك نشرها وتحبيبها.
وعلى خلاف التخصصات العلمية، التي تآلفت مع المصطلححات الأجنبية واستساغتها وبقيت محافظة عليها، كما أنّها لم تجهد نفسها بتعريبها، خاصّة الكتب المتخصصة في الطب والهندسة والحاسوب.
ولم تبادر المجامع اللغويّة في الدول العربيّة لحلِّ هذه المعضلة، التي سجلت تلك المحافل اللغوية تراجاً واضحاً في مهامها، على الرغم من ازدياد الوافد إلينا من المصطلحات.
ومن التحديات أيضاً التي تواجه اللغة العربيّة، أنَّ دول الخليج تفرض على الوافدين إليها مِن أجل كسب الرزق أن يجيد العامل تحدث اللغة الإنجليزية؛ وذلك بحجة أن شركاتها عالمية مشهورة ولها فروع في دول الغرب وبرامجها وتطبيقاتها باللغة الإنجليزية.