الترادف في البلاغة العربيّة

اقرأ في هذا المقال


تعريف الترادف

يُعدُّ الترادف ظاهرة لغويّة موازية للفروق الدلالية، حيث أنَّنا إذا وجدنا كلمتين تدلان على معنى واحد، فقد نحكم على أنَّ بينهما ترادفاً.
ويكون الترادف بشروطٍ وقيودٍ، قام على وضعِها العُلماء في الزمان الماضي وكذلك الحاضر، حيث إذا لم يتحقَّق الترادف لوجود فرق ولو بسيطاً بينهما في المعنى، يندرج اللفظان تحت ظاهرة “الفروق الدلاليّة”.
ويقول الدكتور أنيس:” إذا دلّت نصوص اللغة على أنَّه بين الألفاظ المختلفة في الصورة فروقاً في الدلالة مهما كانت طبقة الفروق، وبذلك لا يصح أن تكون من المترادفات؛ ذلك لأنَّ شرط الترادف الحقيقي هو الاتحاد في المعنى.
ولم يتفق العًلماء لا قديماً ولا حديثاً على تعريف واحد للترادف، حيث عرَّفه فخر الدين الرازي ” أنَّ الألفاظ المترادفة هي: الألفاظ المُفردة الدَّالة على مُسمَّى واحد فقط”.

شروط الترادف

يُشترط في الترادف أن يكون:

  • الاتحاد في العصر، فالمحدثون حين ينظرون إلى المُترادفات، ينظرون إليها في عهد خاص وزمنِ مُعين.
  • ألّا يكون أحد اللفظين نتيجة تطوُّر صوتي في اللفظ الآخر، ومثال على ذلك” الجثل، والجفل”، أي النمل.
  • الاتحاد في البيئة اللغوية، بمعنى أن تكون الكلمتان تنتميان للهجة واحدة فقط، أو مجموعة منسجمة من اللهجات.
  • الاتحاد التام بين الكلمتين المترادفتين في المعنى.
    وتنطبق هذه الشروط على العلاقات المعنوية بين الألفاظ العربيّة، حيث نجد نسبة الترادف التام كما يطلق عليه المُحدِثون قليلةً جداً.

أساب الترادف

أمَّا عن أسباب الترادف نذكر منها ما يلي:

  • فُقدان الوصفيّة:
    بعض الكلمات في الماضي كانت تدل على معانٍ محددة؛ وذلك لاعتبارات مُعينة، ومع مرور الزمن بعد ما توسّع في استعمال الكلمات فقدت الوصفية، واقتربت من الاسمية، واكتفى بعدها بالصِّفة عن الموصوف.
    مثال: السيف كان له اسم واحد فقط وهو السيف، لكن له أكثر من خمسين صفة لكل صِفةٍ دلالتها المميزة، كالمهند ” والذي صُنِع في الهِند” ومثله اليماني” والذي صُنع في اليمن”، وغيرها من الصفات الكثيرة للسيف.
  • اختلاط اللهجات العربيّة:
    حيث أنَّ العربيّة ذات لهجات متعددة، تختلف في أسماء بعض الأشياء، فالشيء الواحد قد يسمَّى عن جماعة بلفظ وعند أخرى بلفظ آخر، وبعد أنْ اختلط العرب في حروبهم ومعاشهم وأسواقهم فقد تُغطّي بعض الألفاظ على بعض، حيث اشتهرت الكلمات التي تعتبر أسهل وأفضل من غيرها فاجتمع للإنسان الواحد أكثر من لفظة للشيء الواحد.
    مثال: المُضاربة عند أهل الحِجاز تسمَّى المُقارضة.

شارك المقالة: