يعتبر التفاح من أكثر أنواع الفاكهة شيوعاً، وهو من أهم أنواع الفاكهة التي تحتاج إلى مناخ معتدل لزراعتها، ويجدر بالذكر أن للتفاح آلاف الأنواع والأصناف حول العالم، وقد استخدم التفاح في هذا المثل للكناية عن البنات، فقد كان قديماً يتم تشبيه الفتيات الصغيرات في العمر بالتفاح.
مضمون مثل “التفاحة العفنة تفسد جاراتها”:
اُستخدم هنا أسلوب التشبية في قول المثل، حيث أشير فيه للفتيات الصغيرات في السن، واللاتي ما زلن على مقاعد الدراسة، حيث تم تشبيه الطالبات في المدرسة بسلة التفاح، وهذ السلة يوجد فيها الصالح والطالح، فكان يقال إذ وجد تفاحة عفنة وفاسدة في السلة، فهي لابد أن تقوم بالعدوى لبقية التفاح، وفي النهاية يصبح كل التفاح عاطل وعفن وفاسد.
لذلك يجب التخلص من التفاحة الفاسدة في السلة، والقيام باستبعادها كي لا تؤثر على بقية التفاحات، فقد كان يرمزن المعلمات في المدارس في هذا الأمر للحديث عن القيمة التربوية للطالبات، فكانت المعلمات في المدارس يتفقدن سلوكيات الطالبات وإن وجدن طالبة خارجها في سلوكها عن النظام والتربية، يقومن بإبعادها عن بقية الطالبات؛ حتى لا تقوم بالتأثير عليهن بالسلوكيات الخاطئة، إذ يبدأ تأثيرها على طالبات صفها وبالتالي يمتد إلى بقية المدرسة كاملة.
دلالة مثل “التفاحة العفنة تفسد جاراتها”:
التفاح عندما يكون جاف وصامد ومحفوظ في مكان بارد، فأعظم ما قد يصيبه هو هشاشة داخلية بسيطة، فلم نرى أن هناك تفاحة تعفنت من الخارج وقامت بعدوى جاراتها في العفن، وشبهت الفتيات بالتفاح في هذا المثل، لما يمتلكه التفاح من خاصية جمالية وصلبة، فشبهت الطالبة التي تقصر في الانضباط المدرسي بالتفاحة العفنة، والتي من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي على بقية طالبات المدرسة.
ولكن لا يمكن التخلص من التفاحة الفاسدة بأكملها؛ لأن ذلك نحاسب عليه من الله تعالى، وإنما نعمل على مبدأ التخلص من الجزء الفاسد، كما هو الحال بالنسبة للطالبة ذات السلوكيات السيئة، فيجب التخلص من الجزء المؤذي فيها، فمن أكبر الأخطاء التي من الممكن ارتكابها هي التخلص من الطالبة كاملة وإخراجها من المدرسة، مما قد يؤدي إلى توريد الجزء السلبي منها إلى خارج نطاق المدرسة وتفشّيه في المجتمع الخارجي، فيكون من الأجدر بنا سحب الجزء السلبي وغرس مكانه السلوكيات الحسنة باساليب محببة ولطيفة.