اقرأ في هذا المقال
يُعد الثأر من الظواهر الاجتماعية التي انتشرت في المجتمعات البشرية قديماً، وتُعتبر من أخطر ما كان يهدد سكينة وأمن وسلامة المجتمعات، حيث كانت تُعد العدو الأول ضد التطوير والتغيير، فقد كان من التصرفات المذمومة التي يقوم بفعلها الكثير من الناس؛ ويعود السبب في تتبع تلك العادة العديد من الدوافع التي تختلف من شخص إلى آخر، فمنها ما كان يتعلق بشعور الإنسان بالقهر والظلم، كما كان هناك ما يعود بالثأر إلى أسباب ودوافع الشر التي تقود الشخص إلى القيام بالفعل المشين، لكن في جميع الحالات كان يُعتبر هذا الفعل هو فعل سيء لا يتوجب اللجوء إليه مهما كانت الدوافع التي تختفي وراءه، وهذا ما نادت عليه كافة المجتمعات الغربية والعربية.
أصل مثل “الثأر لأبسط الإهانات يجر أعنفها”:
يعود الأصل في المثل إلى دولة اليابان، حيث أخرجه الشعب الياباني مخاطباً به كافة الأطياف المجتمعية والبشرية، فقدم النصيحة من خلال المثل بأنه النظر في الثأر من أجل أبسط الأمور هو ما يقود إلى ما هو أكبر من الثأر؛ ويعود السبب في إخراج المثل إلى أن ظاهرة الثأر كانت متفشية في كافة المجتمعات العالمية، مما جعل الدول تقوم بأخذ المثل وترجمته إلى اللغتين الإنجليزية والعربية، حتى يتمكنوا من خلاله نشر النصيحة إلى كافة المجتمعات الدولية، لما كان للثأر من نتائج سلبية ومدمرة أثرت على الناس في جميع أنحاء العالم.
مضمون مثل “الثأر لأبسط الإهانات يجر أعنفها”:
أوضح المثل الياباني أن ظاهرة الثأر تقود المجتمعات إلى كافة الأمور السلبية والسيئة، فلا يوجد هناك إنسان في هذه الحياة قام باتباع الثأر إلا وقع في مشاكل أكبر وأعظم من الثأر، حيث أن الثأر يجر المخاطر والمشاكل والثورات والانتقام، مما يجعل سلسلة الثأر ممتدة وطويلة.
كما أكد المثل الياباني على أن الثائر اليوم هو من يكون الطاغية في الغد، لأن في أخذه إلى الثأر يصبح متمركز على رأسه ويجر وراءه الكثير من الناس، مما يؤدي إلى الزيادة في تورط الأمور أكثر مما كانت عليه، وكما يسبب المزيد من المشاكل لمن هم منجرين وراءه.
ظهرت الكثير من المرادفات في العديد من الأمثال العالمية حول المثل الياباني، ومن تلك المرادفات المثل الروسي المترجم القائل (عندما يتزوج الغضب من الثأر ينجبان الشراسة)، حيث تبين المعنى من المثل أنه لا يورد الثأر والغضب سوى الشراسة والعنف.