الثوب لا يصنع الراهب - The vestment dose not make monk

اقرأ في هذا المقال


يمثل المظهر الخارجي لشخص ما أو شيء ما حيز كبير في رسم الصورة له في أذهاننا، بالرغم من أن المظهر يلون ويكذب ويخدع، فتبدو جذابة وبراقة من ناحية الشكل الخارجي بينما من الداخل قد تكون مُتعفنة وسيئة، وبناء على ذلك حرصت الحكم والأمثال في جميع بلدان العالم على الضغط على جرس الإنذار؛ من أجل لفت انتباه الأشخاص الذين يتمحور اهتمامهم بالشكل الخارجي ولا يتطرقون إلى الجوهر.

مضمون مثل “الثوب لا يصنع الراهب”:

أول من أصدر المثل هو الشعب الفرنسي حيث قالوه بلغتهم الخاصة، وتناول موضوع المظاهر والشكل الخارجي الذي يخدع الأشخاص ويصدقونها، وثمن ثم تُرجم إلى اللغة الإنجليزية وتداوله المجتمع الأوروبي بشكل واسع ومنتشر، وبعدها أخذوه العرب وترجموه إلى لغتهم، وفسروه الحكماء الفرنسيين والأوروبيين والعرب بأنه ليس كل من يرتدي ثياب الراهب يكون راهب، فمن الممكن أن يكون مضهراً مخادعاً أو متطبع بالتمثيل إلى ما غير ذلك، وقد أشير في المثل الفرنسي إلى ثوب الراهب؛ بسبب أن الرهبان يرتدون ثياب معينة ذات شكل وطابع مميز غن غيرهم من الثياب.

سعى المثل في طريقة الترسيخ للمعنى بأن المظاهر والشكل الخارجي لا ثمثل الصدق من خلال رؤيتها، فإن الشخص قد يحلو في ناظره منزل جميل الهيئة من خلال مظهره الخارجي، فيصبح باعتقاده أنه على شكل قصر من داخله،  ولكن حين يتمكن من رؤيته من الداخل من المحتمل أن يجده قبراً، ومن هنا نرى أن الشكل الخارجي يعمل بشكل عكسي في ترسيخ فكرة ليس لها أساس في الوجود.

ففكرة المظهر الخارجي لا تقتصر على شيء محدد، وإنما تكون موجودة في كل الأشياء من حولنا، فقد نرى شخص ما مُنظم وبراق في شكله الخارجي فنعتقد أنه سعيد في حياته ويمتلك الثروة، بينما قد يكون يعيش حياة بائسة على عكس ما نراه، وقد يحصل العكس أيضاً.

يتوجب على كل إنسان الحرص من الوقوع في خطيئة الانغرار بالشكل الخارجي دون أن يتطرق إلى التنقيب عن الجوهر والمضمون الداخلي؛ وذلك لأن وقوعه في تلك الخطيئة قد يسبب له فقدان الثقة بمن حوله، أو من المحتمل أن يقع في الحزن والاكتئاب إذا كان الأمر متعلق بخداعه.

حرص المثل الفرنسي على تحذير الناس من أن الراهب الحقيقي لا يتمثل بلبس الملابس التي يرتديها من أجل أن يكون راهب، فالراهب الحقيقي هو من يتسم بالإيمان الخالص الذي يوجد في قلبه، وذلك فإن الثوب لا يصنع الراهب.


شارك المقالة: