تميزوا قديماً بطلاقة اللسان فقد كانوا يضربون الأمثال؛ وذلك تقديراً للحدث لأخذ الموعظة والحكمة منه، وقد كانت من أهم العناصر الثقافية المتوارثة عبر الأجيال، وهي موروث شفهي لها دلالة أدبية قيلت بعضها من أشخاص عاديون استنتجوها من تجاربهم الشخصية.
أهم الأسس الواجب توافرها في الأمثال:
وليس كل ما يقال يطلق عليه كلمة “مثل ” إذ أنه يجب أن تتوافر فيه أسس معينة ومن هذه الأسس:
- إيجاز الكلام: أي أنه يجب توصيل الحكمة من الموضوع بكلام مختصر.
- إصابة المعنى: وذلك بقدرة تكمن في الكلمات تستطيع توصيل المعنى المراد للناس.
- حسن التشبيه: إذ يقال المثل في المواقف المشابهه لهذا الموقف.
أهمية المثل:
هو ما يطلقه الأشخاص؛ للاستفادة وأخذ الحكمة والعبرة منه، ففي المواقف التي قد تواجه الشخص في حياته، لكن الغالب في الأمثال كانت وعلى مر التاريخ تقلل من شأن المرأة، فقد كان يُختصر دور المرأة في الحياة على الزواج، تربية الأبناء والاهتمام بالمنزل والزوج.
قصة مثل Neighbor before house:
يحكى في قديم الزمان أن هناك رجل كان يسكن قريب من منزل ” أبو دف البغدادي ” لسنوات عديدة، وفي فترة من الزمن، تراكمت الديون على هذا الرجل، فضاقت به الدنيا، مما جعله يضطر لبيع بيته، حيث لم يكن لديه حلٌ غير ذلك، ثم قام الرجل بعرض بيته للبيع، ولكنه عرضه كان بسعر أغلى مما يستحق هذا البيت، إذ كان البيت يقدر بثمن 500 دينار، وهو قام بعرضه بمبلغ 1000 دينار.
لكن هذا الرجل لبِث طويلاً، ولم يجرؤ أحد على المجي لشراء البيت؛ بسبب غلاء سعره، فجاء الجيران لهذا الرجل، وقاموا بنصيحته بتنزيل سعر البيت، لأنه لا يستحق هذا السعر، لكن هذا الرجل ركب رأسه وأبا أن لا يقوم بتنزيل سعر البيت، ثم جاء إليه ” أبو دف البغدادي ” وحاول معه بتنزيل سعر البيت، لكنه رفض ذلك بشدة، وقال : إنني أبيع البيت بسعر 500 دينار، وأبيع الجيران بسعر 500 دينار، حيث قال أنه عندما قدم لشراء البيت قديماً قبل 20 عاماً، أنه وقبل شراء البيت تفقدَ طبيعة الجيران ومدى أخلاقهم ومدى صداقتهم وطيبتهم والأخوة التي تجمعهم، لأنه سوف يتعايش معهم.
وأنه وبعد زواج أبنائه، وبُعدهم عنه، لم يفكر في البعد منزله وترك جيرانه؛ لأنه أدرك أن قيمة جيران البيت أفضل من قيمة البيت بحد ذاته، فلم سمع ” أبو دف البغدادي ” جوابه تفاجأ، ولم يمنع نفسه من سداد ديون الرجل ومساعدته، ومن هنا جاء هذا المثل.