اقرأ في هذا المقال
في عالم الكفاح والنضال من أجل المساواة والعدل والحرية، سطر التاريخ أسماء رجال لا ينساهم العالم كله على مدى الحياة، فقد سُطرت أسمائهم بحروف من ذهب في كتب التاريخ وسجلاته.
أصل مثل “الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم”:
قيل هذا المثل في المناضل العظيم الإفريقي “مانديلا”، الذي كرس كل حياته في النضال ضد التمييز العنصري في جنوب أفريقيا وهي بلده، ولهذا السبب بقي في السجن لمدة 28 عام، كان والده يشغل رئيس لقبيلة الهوسا، حيث توفي والد مانديلا وهو صغير في السن، فانتخب ليحل مكان والده، واشتهر حينها بلقب “ماديبا”، إذ كان الاسم العشائري له.
أكمل دراسته الابتدائية، وانتقل للدراسة الجامعية، وفي تلك الفترة فُصل من الجامعة على أثر تهمة الاشتراك في إضراب طلابي، فتعثرت دراسته الجامعية فتابع دراسته بالمراسلة، وأتمها بدراسة تخصص الحقوق.
قصة مثل “الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم”:
كان يسود في ذلك الوقت التمييز العنصري الشامل، في ظل الحكم بجنوب أفريقيا؛ حيث لا يحق للسود المشاركة في الانتخابات ولا الحياة السياسية في إدارة شؤون البلاد، فكان يمتلك الحكم الأقلية البيضاء فيحق لها تجريد السود من ممتلكاتهم، وينتهكوا مقدساتهم، ويحرموهم من العيش في ظل أرض آبائهم وأجدادهم إلى جانب أهلهم وأنسبائهم.
بدأ مانديلا في الاشتراك بالمعارضة الساسية، فثار ومن معه على نظام الحكم، وانضم إلى المجلس القومي الإفريقي، الذي دعا في جنوب إفريقيا إلى الدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء، انتصر الحزب حينها في الانتخابات العامة، فقد كان للبيض سياسات وخطط عنصرية، من ضمنها الفصل العنصري، وإدخال في مؤسسات الدولة تشريعات عنصرية.
ومن وقتها أصبح مانديلا قائد لحملات المقاومة والمعارضة، وكان يحث على المعارضة غير المسلحة، ولكن حين إطلاق النار على المعارضين؛ قرر ومن معه فتح باب المعارضة المسلحة، وبدأ يعلو في المناصب، حيث أصبح رئيس للجناح العسكري في المجلس القومي الإفريقي.
اعُتقل مانديلا عام 1962 ميلادي، وبدأت تتساقط عليه التهم حتى أوصلوه إلى السجن المؤبد، وقد عرض عليه حينها توقف إطلاق السلاح من قِبل المقاومة، مقابل إطلاق سراحه لكنه رفض، وبقى على هذا الحال حتى 1990م، حيث أطلق سراحة بسبب المثابرات للمجلس والضغوطات الدولية.