الجزع عند المصيبة مصيبة - Despondency in misfortune another misfortune

اقرأ في هذا المقال


الحمد لله الذي زرع في الإنسان القدرة على التحمل والصبر عند حلول المصائب والكوارث التي قد يتعرض لها في حياته، فالصبر هو من أسمى الصفات التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها عند الوقوع في المشاكل والكوارث؛ وذلك من أجل أن تكون له المقدرة على تكملة طريقه في الحياة، والتحمل ليس بالضرورة أي يكون يعبر عن شيء مادي، ففي هذا الموضوع التحمل يكون شيء معنوي ونفسي، فهناك الكثير من الأشخاص الذين يحملون فوق كاهلهم الكثير من المصاعب والمشاكل في هذه الدنيا.

مضمون مثل “الجزع عند المصيبة مصيبة”:

من أروع الأمثلة التي تناولت موضوع يقع على عاتق معظم البشر، هو المثل الإنجليزي القائل (Despondency in misfortune another misfortune)، وقد فُسر المقصود من المثل بأنه يجب على الشخص أن يكون على قدر عالي من التحلي بالصبر، عندما تقع على عاتقه المصائب، وأن يكون يتمتع برباطة الجأش عند حلول المشاكل فوق رأسه، لأن الجزع واليأس عند حلول الكوارث ما يولدان سوى فقدان القدرة على الإستمرار في الحياة وتحمل المصائب، وكما بتوجب عليه أن يكون لديه القدرة على التفكير في كيفية إيجاد الحلول لتلك المشاكل وعلاجها.

وجدت العديد من المرادفات للمثل الإنجليزي، ومنها ما ذكر في كتاب الله عز وجل قوله تعالى: (فاصبر إن العاقبة للمتقين) سورة هود، وكما ذكر قوله تعالى (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون) سورة المؤمنون، حيث حثت الآيات الكريمة على الصبر، والتماسك عند تلقي الصدمات ووقوع المصائب، وكما بشرت الذين يصبرون على ما وقع بهم من مصائب دون أن يقعوا في الجزع والفزع بالفوز، وقد كان في قوله تعالى الحكمة والبلاغة والبشرى للمنكوبين في المصائب؛ وذلك لأن الجزع والفزع عند وقوع في المصائب والكوارث لا يولد سوى مصيبة أكبر من تلك التي وقع فيها.

كما ينبغي على الإنسان التي تلم به مصيبة أن يتحلى بالصبر على مصيبته، فالصبر هو عبارة عن حبس النفس عن التسخط والجزع، وكما يجب عليه أن يمسك بلسانه عن الشكوى، وأيضاً عليه أن يقوم بحبس جوارحه عن التشويش الذي ممكن أن يحصل له عند زيادة التفكير في المصيبة التي أحلت به، وأن يبقى دائماً وأبداً يطلب من الله أن يبعده عن فواجع الأقدار.


شارك المقالة: