اقرأ في هذا المقال
اسمه و نسبه وحياته
هو الحارث بن حلزة بن مكروه بن عبدالله بن مالك بن عبد بن سعد بن جشم بن ذبيان بن كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل، شاعر عربيّ، ويُعدّ من عظماء الشعراء في الجاهليّة، من كبار قبيلة بكر بن وائل، كان عظيم الفخر بقومه، حتَّى أصبح يُضرب به المثل فكان يُقال” أفخر من الحارث بن حلزة “، قام بإنشاد معلَّقته للملك عمرو بن هند ردَّاً على عمر بن كلثوم، حيث أعدّها و جمعها و رواها جماعة من قومه ذلك لينشدوها نيابةً عنه، لأنَّه كان برصاً وكره أن ينشدها من وراء سبعة ستور ثمَّ يغسل أثره بالماء، كما كان يفعل بباقي البرص، ثمَّ أزاح عن رأيه و تخلَّى عنه حيث قام بإنشادها بين يدي الملك، ولمَّا سمعها الملك وقعت في نفسه موقعاً حسناً حيث أمر برفع السُّتور، و قرّبه منه وأطعمه في بيته، ومنع أن يغسل أثره بالماء.
كان السَّبب الرئيس من إنشاد و كتابة معلَّقته هو دفاع الشاعر عن قومه وتفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم، حيث وقعت مُعلقته في خمسٍ و ثمانين بيتاً، وكتبها الحارث بن حلِّزة ما بين عامي 554-569 ميلاديَّة، و قام الزيروني بشرحها، و طبعت في إكسفورد عام 1820ميلادية ثمَّ بونا سنة 1827 ميلادية، حيث ترجمت إلى الفرنسيّة و اللاتينيّة.
خصائص و مميزات مُعلقة الحارث بن حلزة
- تعتبر معلَّقة الحارث بن حلِّزة إنموذجاً للفن الرَّفيع في الخطابة والشِّعر الملحميّ كذلك.
- فيها قيمة أدبية و تاريخيَّة كبيرة، تتجلَّى فيها قوَّة الفكر عن الشَّاعر و نفاذ الحجَّة.
- كما أنَّها تحتوي كذلك على القصص و ألواناً من التشبيه الحسيِّ، كالاستعداد للحرب، و تصوير الأصوات.
- كما و يوجد فيها من الرزانة ما يجعلها أفضل مثال للشِّعر السياسيّ و الخطابيّ في ذلك العصر.
مطلع مُعلَّقة الشاعر حارث بن حلِّزة
آذَنَتْـنـا بِبَينِهَـا أَسمَـاءُ رُبَّ ثاوٍ يُمَـلُّ مِنـهُ الثَّــواءُ
بَعْدَ عَهـدٍ لَنـا بِبُرقَـةِ شَمَّـا ءَ فَأَدْنـى دِيارِهَـا الخَلـصَاءُ
فَالمُحيَّـاةُ فَالصِّفـاحُ فَأَعنَـا قُ فِتـاقٍ فَعاذِبٌ فَالـوَفَـاءُ
فَرِيـاضُ القَطَـا فَأَوْدِيَـةُ الشُّر بُبِ فَالشُّـعْبَتَـانِ فَالأَبـلاءُ
لا أَرَى مَن عَهِـدْتُ فـيهَا فَأَبْكي الـ ـيَومَ دَلهَاً وَمَا يُحِيرُ البُكـاءُ
وَبِعَيْنَيـكَ أَوْقَــدَتْ هِنْــدٌ النَّـا رَ أَخِـيرَاً تُلْـوي بِـهَـا العَلـيَاءُ