اقرأ في هذا المقال
اسمه
الحارث بن ظالم المري الذيباني بن جذيمه بن يربوع بن غيظ بن مرَّة بن عوف بن سعد بن ذيبان؛ الفاتك المشهور ضرب فيه المثل.
فقيل: أمنع من عقاب الجو؛ ذلك لعلوه وارتفاعه وصعوبة الحصول عليه، وصيده، والظفر به وهو الذي امتنع على الملك الأسود بن المنذر فلم يستطيع أن يظفر به بعد قتله خالد بن جعفر بن كلاب اليعامري، وهو في جواره.
من حكاياته
من حكاياته ذلك أنَّ خالد بن جعفر بن كلاب قتل زهير بن جذيمة العبسي فضاقت به الأرض، وعلم أنَّ غطفان غير تاركيه، فخرج حتى الأسود بن المنذر( أخو النعمان بن المنذر)، فاستجار به فأجاره، ومعه أخوه عتبة بن جعفر، ونهض قيس بن زهير فتهيأ لمحاربة بني عامر وهجم الشتاء، فقال الحارث بن ظالم: يا قيس؛ أنتم أعلم حربكم، وأنا راحلٌ إلى خالد حتى أقتله، قال قيس: قد أجاره النعمان، قال الحارث: لأقتلنَّه ولو كان في حجره.
حيث اجتمع مع خالد بن جعفر الكلابي في بلاط الملك الأسود بن المنذر( أخي النعمان بن المنذر )، وكان بينهم و بين خالد بن جعفر عداوة قديمة، حيث أنَّ ظالم بن جذيمة هلك من جراح أصابته بعد أن أغار خالد بن جعفر على ذبيان يوم بطن عاقل، فقتل الرجال حتى أسرف، وبقيت النساء، والحارث بن ظالم يومئذن صغير، فنشأ على بغض خالد.
ولما اجتمعا في بلاط الملك الأسود بن المنذر دعا لهما بتمر، فجيء به على نطع فجعل بين أيديهم، فطفق خالد يأكل و يلقي النواى ما يأكل من التمر بين يدي الحارث من النوى، فما ترك لنا تمراً إلّا أكله، فقال الحارث: أمّا أنا فأكلت التمر و ألقيت النوى، وأما أنت يا خالد فأكلته بنواه.
حيث غضب خالد وكان لا ينازع، وقال: أتنازعني يا حارث وقد قتلت حاضرتك، وتركتك يتيم في حجور النسا؟، وقال الحارث: ذلك يوم لم أشهده، وأنا مغنِ اليوم بمكاني.
وبعدها قال خالد: ألا تشكر يدي عندك أن قتلت عنك سيد قومك زهير بن جذيمة، وجعلتك سيد غطفان؟ قال: بلى، سأجزيك شكر ذلك، ولمّا خرج الحارث، قال الأسود بن المنذر لخالد: ما دعاك إلى أن تحترش بهذا الكلب وأنت ضيفي؟ فقال له خالد: أبيت اللعن، إنَّما هو، فلمّا خرج الحارث قال الأسود بن المنذر لخالد: ما دعاك أن تحترش بعبد من عبيدي؟، فوالله لو كنتُ نائماً ما أيقظني.