تطرقت الأمثال عند العرب إلى مجالات مختلفة من جميع النواحي، فقد أوجزت في وصف الأشخاص بكلام بليغ ودقيق مثل: الكرم والبخل واللئم ودناءة النفس.
مضمون مثل “الحامل على الكراز”:
تعريف اللئُم عند العرب هو من جمع الآباء، مهانة النفس، الخس والشح، فيقال لكل لئيم بخيل ولا يقال لكل بخيل لئيم، واللئم هي خلق وصفة مذمومة لدى الناس، وقال الأكثم بن صيفي: (الُّلؤم: سوء الفطنة وسوء التغافل).
قصة مثل “الحامل على الكراز”:
ضُرب هذا المثل لمن كان يرمي باللئوم، وأول من قال هذا المثل هو مخالس بن مزاحم الكلى إلى قاصر بن سلمة الجذامي، حيث كانا واقفين ببال النعمان بن المنذر، إذ كانت هناك عداوة فيما بينهم، فجاء قاصر لابن فرتى وهو
عمرو بن هد أخو النعمان بن المنذر، فقال له إن مخالس قد هجاك في الأبيات التالية:
لقد كان من سمى اباك ابن فرتى .. به عارفا بالنعت قبل التجارب فسماه من عرفانه جرو جيال .. خليله قشع خامل الرجل ساغب أبا منذر أنى يقود ابن فرتنى .. كرادبس جمهور كثير الكتائب وما ثبتت في ملتقى الخيل ساعة .. له قدم عند اهتزاز القواضب. فلما سمع عمرو بهذا الهجاء، جاء النعمان يشكو مخالساً، وأرسل له بيان بنداء مخالس، وعندما جاء إليه قال له: لا أم لك، إن فعلوا ميتاً هو أفضل منك حياً، حتى لو كان مريضاً أيضاً أفضل منك صحيحاً، ولو كان غائب أحسن منك شاهداً، وقام بالقسم له بحرمة ماء المزن وحق أبي القابوس، إن اتضح لي أن هذا الهجاء كان قيل منك، لأشبعك ضرباً، فرد عليه مخالس: أنا لا أبا اللعن أبداً، وبحق من أمات حسادك بأكمادها ورفع ذروتك بأعمادها، ما هجوة أحد ولا بلغت غير أحاديث نمائم العصاة والوشاة، ولم أهجوا أي أمر قمت به. وأكمل قوله بأعوذ بعز بيتك القديم وجدك الكريم، أن لا تقص علي العقاب أو تفاجئني بعذاب قبل الاستقصاء عن حقيقة أمر الهجاء وممن صدر وألصقه بي، ثم قام النعمان بدعوة قاصر وسأله: من قام بقول هذا الهجاء، فأصر قاصر على أن مخالس هو من هجاه، فقال مخالس: لا تأخذ بهذا القول، ولا تذهب بي إلى المهالك، ودلل على كلامه بقوله: إني أرويته مع ما تعرف من عداوته، فصدقه النعمان وسمح له بالخروج، وعندما خرج قال لقاصر: سَفل خدك وشَقى جدك وبان للقوم جرمك وبطل كيدك، فإنك أضيق من حجر النقاز وأدنى من قرى الحامل على الكراز فأرسلها مثل.