ذكر الشعر الجاهلي الحجاب، وخاصة عند الشاعرات ووضحن موقفهن منه ومدى الاعتزاز والفخر والمحبة له.
الحجاب في شعر المرأة في العصر الجاهلي
ذكر الحجاب في شعر الشاعرات في الجاهلية، ولقد قمنّ من خلاله بالدلالة على محبتهن له وفخرهن به، فقد تم ذكره في العديد من الأبيات ومنها:
1- في شعر جنوب الهذلية في قولها ترثي أخاها:
“تمشى النسور إليه وهى لاهية
مشى العذارى عليهنّ الجلابيب
المخرج الكاعب الحسناء مذعنة
في السبي ينفح من إردانها الطيب”
2- شعر الفارعة بنت شداد:
“ألامت سليم في السياق وأفحشت
وأفرط في السوق العنيف إسارها
لعل فتاةً منهم أن يسوقها
فوارس منها وهي بادٍ شوارها”
3- شعر هند بنت النعمان بن المنذر:
4- الشاعرة الخنساء بنت عمرو بن الشريد:
“والله لا أمـنـحُهَا شِرارَها
وهي حصان قد كفتني عارها
ولو هـلكـتُ مـزقَـت خِـمـارها
واتـخـذَت مـن شـعـرٍ صِـدارها”
4- ريطة بنت عاصم:
“وَقَفتُ فَأَبكَتني بِدارٍ عَشيرَتي
عَلى رُزئِهِنَّ الباكِياتُ الحَواسِرُ
غَدَوا كَسُيوفِ الهِندِ وُرّادَ حَومَةٍ
مِنَ المَوتِ أَعيا وِردَهُنَّ المَصادِرُ
فَوارِسُ حامَوا عَن حَريمٍ وَحافَظوا
بِدارِ المَنايا وَالقَنا مُتَشاجِرُ
كَأَنَّهُمُ تَحتَ الخَوافِقِ إِذ غَدَوا
إِلى المَوتِ أُسدُ الغابَتَينِ الهَواصِرُ
فَلَو أَنَّ سَلمى نالَها مِثلُ رُزئِنا
لَهُدَّت وَلَكِن تَحمِلُ الرُزءَ عامِرُ”
يتضح لنا أن هناك دلالات متعددة تحتوي على أسس أخلاقية واجتماعية ونفسية، وقد قامت الشاعرة بتوظيفها في الإفصاح عما يدور في أنفسهن من أمور متعلقة بهن أو بمن يخصهن، مثلاً توظيفها في المدح، أو الرثاء أو الهجاء أو الفخر، أو حتى التحريض، وقد كان الحجاب في الشعر مساعد لهن؛ لكي تظهر هذه المعاني والدلالات.