قصة الحجر في رأس الديك

اقرأ في هذا المقال


قصة الحجر في رأس الديك أو (The Stone in the Cock’s Head) هي حكاية فولكلورية إيطالية، حيث تمّ نشرها ضمن مجموعة (Il Pentamerone) لأول مرة في نابولي بواسطة (Giambattista Basile)، والذي يعتقد أنه جمعها بشكل رئيسي في كريت والبندقية، للمؤلف جيامباتيستا باسيلي.

الشخصيات:

  • أنيليو.
  • السحرة.
  • الفئران.
  • ابنة أنيليو.

 قصة الحجر في رأس الديك:

كان هناك مرة في مدينة دارك جروتو رجل معين يدعى أنيليو والذي كان قليل الحظ لدرجة أنّ جميع ثروته، وأما يملك كانت تتكون فقط من ديك قصير الساق، كان قد رباه على فتات الخبز، ولكن في صباح أحد الأيام، عندما كان يشعر بالجوع الشديد، فكّر بالذهاب لبيع الديك، وأخذه إلى السوق، والتقى بلصوص سحرة لصوص، أبرم معهم صفقة وباعه بنصف بنس، فقالوا له أن يأخذه إلى منزلهم.

ثم ذهب السحرة في طريقهم، وتتبعهم ألينيو، وسمعهم يتحدثون معًا ويقولون: من كان يعتقد أننا سنلتقي بفرصة من الحظ السعيد؟ هذا الديك سيجعلنا نحصل على ثروتنا من خلال الحجر الذي كما تعلمون لديه في رأسه، وسنضعه بسرعة في حلقة، وبعد ذلك سيكون لدينا كل ما يمكننا طلبه، أجاب رجل آخر: كن هادئاً يا رجل، أرى نفسي غنيًا ولا أصدق ذلك، وأنا أتوق إلى أن ألوي رقبة الديك وأعطي ركلة في وجه هذا المتسول.

عندما سمع ألينيو الذي سافر في جميع أنحاء العالم هذا الهراء، قام بالهروب بسرعة وعاد إلى المنزل، ولوى عنق الديك، وفتح رأسه ووجد الحجر الذي وضعه على الفور في حلقة نحاسية، ثم قال ليكتشف فضل الحجر: أتمنى أن أصبح شابًا في الثامنة عشرة من العمر، وبالكاد كان ينطق بالكلمات عندما بدأ دمه يتدفق بسرعة أكبر وأصبحت أعصابه أقوى، وأطرافه أقوى، وشكله أصغر، وعيناه أكثر نيرانًا.

وشعره الفضي تحول إلى ذهبي،وتمّ تغييره إلى أجمل شاب، ثمّ قال ثانية: أتمنى قصرًا رائعًا وأتزوج ابنة الملك الصغرى! وظهر على الفور قصر رائع ومذهل حيث كانت هناك غرف كثيرة، وصور ملأته بالدهشة، وبرقت الفضة حولها، وكان الذهب تحت أقدامه، والجواهر اذهلت عينيه، كان الخدم يتدفقون مثل النمل، وكانت هناك الخيول والعربات لدرجة أنّ الملك حدّق في كل ثرواته وأعطاه ابنته ناتاليزيا عن طيب خاطر.

في هذه الأثناء بعد أن اكتشف السحرة ثروة أنيليو  العظيمة وضعوا خطة لسرقة ثروته الكبيرة، لذلك صنعوا دمية صغيرة جدًا كانت تلعب وترقص باستخدام الساعة، ولبسوا مثل التجّار، ثمّ ذهبوا إلى بنتيلا، ابنة أنيليو بحجة بيعها لها، وعندما رأت بنتيلا الدمية الصغيرة، وسألتهم عن السعر الذي وضعوه عليها، فأجابوا أنّه لن يتم شراؤها بالمال، ولكن قد تحصل عليها إذا كانت ستقدم لهم معروفًا فقط.

وهو أن تدعهم يرون شكل الخاتم الذي يمتلكه والدها من أجل أخذ النموذج عليه وعمل واحد آخر مثله، ثم يعطونها الدمية دون أي مال على الإطلاق، كانت الفتاة مغرمة بالدمية لدرجة أنّها قبلت على الفور هذا العرض، وطلبت منهم العودة في صباح اليوم التالي، ووعدت بأن تطلب من والدها إقراضها الخاتم، لذلك ذهب السحرة بعيدًا.

وعندما عاد والدها إلى المنزل أقنعته بنتيلا بإعطائها الخاتم، وعندما جاء اليوم التالي، عاد السحرة، وما إن كان لديهم الخاتم في أيديهم حتى اختفوا على الفور، ولم تعد ترى أيّ أثر لهم، حتى أن بنتيلا المسكينة كانت ترغب في الموت بسبب رعبها من والدها، ولكن عندما جاء السحرة إلى الغابة، أرادوا إبطال التعويذة التي أصبح بها العجوز رجلاً شابًا مرة أخرى، وعلى الفور تحوّل أنيليو الذي كان في تلك اللحظة في حضور الملك فجأة إلى عجوز أشيب.

وشعره يبيض  وجبهه يتجعد، وحاجبيه ينموان بخشونة، وعيناه تغوصان، وأصبح فمه بلا أسنان، ولحيته كثيفة، وظهره محدب، وفوق كل شيء، ملابسه البراقة تتحول إلى ملابس بالية ممزقة، رأى الملك المتسول البائس جالسًا بجانبه على الطاولة، وأمره بالابتعاد على الفور بالضربات والكلمات القاسية، وعندها سقط فجأة حظه السعيد، وذهب يبكي عند ابنته، وطلب منها الخاتم لترتيب الأمور مرة أخرى.

ولكن عندما سمع الحيلة القاتلة التي قام بها التجار الكاذبين، وشتّم ألف مرة جهل ابنته التي حولّته من أجل دمية سخيفة إلى فزاعة بائسة، ولشيء تافه جعلته يفسد نفسه، مضيفًا أنه مصمم على الذهاب للبحث عن اللصوص حتّى يحصل على أخبار عن هؤلاء التجار، لذلك أخذ محفظة من المال، وأخذ عصا في يده، وترك ابنته حزينة وراءه.

وشرع يمشي يائسًا حتى وصل إلى مملكة ديب هول التي تسكنها الفئران حيث تم اقتياده على الفور إلى ملك الفئران،  فسأله الملك من هو ومن أين أتى وماذا كان في تلك البلاد، فروى له أنيليو ما حدث معه، وكل مصائبه واحدة تلو الأخرى، واختتم بالقول إنه عازم على مواصلة سعيه وسفره حتّى يحصل على أخبار هؤلاء الأوغاد اللصوص الذين سلبوه جوهرته الثمينة، وأخذوا منه زهرة شبابه، ومصدر ثروته.

وعند هذه الكلمات شعر الملك بالشفقة في قلبه، وفي مواساة الرجل الفقير، استدعى الفئران الأكبر سنًا إلى المجلس، وسألهم عن آرائهم حول مصائب أنيليو، وأمرهم باستخدام الاجتهاد والسعي للحصول على بعض الأخبار عن هؤلاء التجار الكاذبين، ومن بين البقية، كان من بين الحاضرين فئران معتادان جيدًا على السفر حول العالم، وعاشا لمدة ست سنوات في منتجع كبير، وقالا لأنييلو: كن مرتاح القلب، ستنتهي الأمور بشكل أفضل ممّا تتخيل.

ويجب أن تعلم أنه في يوم من الأيام عندما كنّا في أحد النزل الشباب، دخل شخصان من قلعة هوك، وبعد أن أكلوا وشبعوا، وعند شعورهم بالنعاس الشديد، بدأوا في الحديث عن خدعة لعبوها على رجل عجوز معين من مدينة دارك جروتو، وكيف خدعوه بالحصول على حجر له قيمة كبيرة، وقال أحدهم ويدعى جيناروني إنّه لن يفقد الحجر من إصبعه أبدًا، وأنه قد لا يتعرض لخطر فقدانه كما فعلت ابنة الرجل العجوز.

عندما سمع أينيو هذا، أخبر الفئران أنه إذا وثقوا بأنفسهم لمرافقته إلى البلد الذي عاش فيه هؤلاء المحتالون واستعادوا الخاتم من أجله فسوف يمنحهم الكثير من الجبن واللحوم المملحة، وبعد أن تفاوضوا على المكافأة، وعبروا البحر وانطلقوا، وبعد رحلة طويلة وصلوا إلى قلعة هوك، حيث طلبت الفئران من أنيليو البقاء تحت بعض الأشجار على حافة أحد الأنهار، والتي مثل العلقة تجلب الرطوبة من الأرض وتصرفها في البحر.

ثم ذهبوا للبحث عن منزل السحرة، ولاحظوا أن جيناروني لم يخلع الخاتم من إصبعه أبدًا، وسعوا إلى تحقيق النصر بالحيلة، لذلك انتظروا ذهاب السحرة إلى الفراش وكانوا نائمين بسرعة، وبدأ الفئران يقضم الإصبع الذي كان الخاتم عليه، وعندها شعر جيناروني بألم فوضع الخاتم على منضدة عند رأس السرير، ولكن بمجرد أن رأى الفأر هذا وحمل الخاتم في فمه.

ثمّ انطلق إلى أنيليو الذي شعر بفرح كبير، ثم حمل الآخر الجبن واللحم، وانطلق نحو ديب هول حيث قدم الهدايا للملك وأعضاء مجلسه، وشكرهم من أجل كلّ الحظ الجيد الذي تلقاه من خلال مساعدتهم، ودعا السماء أن لا تمسك بهم أي مصيدة فئران، ولا يمكن لأي قطة أن تؤذيهم أبدًا، بعد ذلك غادر هذا البلد، وعاد أنيليو إلى دارك جروتو  أكثر وسامة من ذي قبل، واستقبله الملك وابنته، وعاش سعيدًا مع زوجته، ولم يعد يخلع الخاتم من إصبعه حتى لا يرتكب مثل هذه الحماقة مرة أخرى.


شارك المقالة: