الحركة العلمية والأدبية في العصر الأموي

اقرأ في هذا المقال


تميز عهد بني أمية وتفرد عن باقي العصور فقد كان زمن الفتوحات وتطور العمران ونمو الحركة العلمية في جميع العلوم وخاصة الإسلامية منها مثل التفسير والفقه واللغة وكذلك الأدب، وأصبحت البلاد تعج بالمعاهد ومجالس العلم والعلماء ويرجع هذا التقدم إلى حث الأمويين للتعلم والتعمق في لجوء العلم والاغتراف منها وتشجيعهم للاستفادة من الحضارات الأخرى قدر المستطاع.

الحركة العلمية في العصر الأموي

إن الحركة العلمية التي بدأت في عهد الأمويين دور واضح في تحديثها وانتشارها في زمن بني العباس ومن أبرز الأعمال التي دفعت الحركة العلمية لتقدم تدوين شتى العلوم ونقلها للغة المشرقية، ليتمكن العرب من الاطلاع عليها بكل سهولة ويسر ولن ننسى دور الفتوحات حيث ساعدت على التعرف على قبائل أعجمية والاندماج معهم والاستفادة من حضارتهم وعلومهم.

برز الازدهار العلمي في ذاك الوقت في مجال العلوم الإسلامية واللغوية وكذلك التاريخ والطب وعرف عن الخلفاء الأمويين ولعهم بالأدب بجميع أشكاله وخصوصًا الكلام المنظوم، ونُوعِز ذلك إلى النزعة المشرقية القديمة التي عرفوا بها ونرى منهم من يتوجه إلى دعم العلوم المختلفة كالفلسَفة والطب وغيرها أمثال خالد بن معاوية وكذلك عمر بن عبد العزيز الذي ساند الحركة الدينية.

العلوم والترجمة في العصر الأموي

نهل الأمويين من حضارات الفرس وكذلك الروم وغاصُوا في علومهم ولم يتوفر لهم ذلك إلا بواسطة الترجمة ونقلها للغة المشرقية، حيث بدأت على يد بن يزيد الذي يُعتبر من حكماء عصره وتلقى الكثير من العلوم خصوصًا الطب والكيمياء بمساعدة مريانوس.

وأعطى أوامره باستقدام أهل اليونان ممن تلقوا تعليمهم في مصر وتمكنوا من إتقان اللغة المشرقية، وكان الهدف من ذلك حثهم على ترجمة الكتب اليونانية إلى المشرقية للاستفادة منها قدر المستطاع وخصوصًا في الطب وعلم النجوم والكيمياء حتى أنهم استفادوا من خبرتهم في صناعة أدوات الحروب.

دور الموالي في الحركة العلمية في العصر الأموي

معظم من تفوقوا في العلوم في الزمن الأموي من الأعاجم وسبب ذلك أنهم أهل بادية وجهوا جُلَّ اهتمامهم للفتوحات، التي ساهمت بالتعرف على الحضارات المختلفة المتميزة برقيها وتطورها ودفع ذلك إلى الغوص في علومهم ونقلها لأهل المشرق لينهلوا منها.

قام الحكام الأمويين باستقطاب الموالي للدول الإسلامية وحثهم على نقل علومهم للغة المشرقية وخاصة المتعلقة بالطب والكيمياء وكذلك الفلسفة، وخصصوا لهم المعاهد والمجالس ليعلموا أهل المشرق كما جمعت علومهم في مؤلفات وتم الاحتفاظ بها في خزينة الدولة.

وعلى الرغم من كون معظم العلماء من الأعاجم والموالي، إلا أنَّ نخبة مميزة من أهل المشرق قد لمع نجمهم في سماء العلوم العربية في ذاك الوقت ونذكر منهم سعيد بن المسيب والنخعي وابن الأجدع وغيرهم الكثير.

العوامل التي ساهمت في ازدهار الحركة العلمية في العصر الأموي

1- مكانة العلم وأهله في البلاد: لم ينحصر هذا العامل في هذا الوقت إنما ظهر بشكل واضح لقربه من عصر النبوة، حيث كان للعلم مكانة خاصة وجعله فريضة على المسلمين.

2- تشرف بأهل العلم الصحابة: تواجد في هذا العهد عدد كبير من الصحابة العلماء، وقد أثروا الحركة العلمية وساهموا في نشر العلوم الإسلامية وخصوصًا رواية السنة ونذكر منهم أبو هريرة وأنس بن مالك.

3- اتساع البلاد الإسلامية: لقد توسعت رقعة الدولة في زمن الأمويين بشكل كبير وضموا تحت رايتهم الكثير من الشعوب والأقطار ويرجع ذلك لكثرة الفتوحات.

4- المعاهد والمجالس العلمية للصحابة: توجه الصحابة رضوان الله عليهم إلى نشر العلم الإسلامي في البقاع التي وصلوها أثر كبير في إذكاء الحركة العلمية، ولكل صحابي طلابه الذين يجتمعون حوله وينهلون من علمه ويسلكون منهجه ومنهم عبد الله بن مسعود وله عدد لا بأس به من التلاميذ في الكوفة ليعلمهم القرآن والسنة.

5- تهيئة الفرص لتعلم لكل المجتمع: من المعروف في الدين أن المسلمين سواسية ونلحظ في هذا العهد العدل في التعليم وهو متاحًا لكافة البشر، ونذكر مثال على هذا مكحول، حيث كان مولَى لامرأة وأعتقتُه في مصر وبعد جاء بها ينهل من علومها وتوجه للعراق كذلك طالبًا للعلم وبعدها انتقل إلى الشام وارتفع شأنه وأصبح إمام أهل الشام.

أشهر علماء العصر الأموي

1- قبيصة بن ذؤيب.

2- عطاء بن أبي رباح.

3- الخليفة معاوية بن أبي سفيان.

4- حبيب بن مسلمة الفهري.

5- الحسن البصري.

6- ابن سيرين.

7- عكرمة مولى ابن عباس.

وفي النهاية نستنتج إن الحركة العلمية في عهد الأمويين كانت البذرة التي زُرعت ونمت وتقدمت بشكل كبير في زمن العباسيين ويرجع ذلك إلى انشغال الأمويين بالفتوحات، مما فتح المجال لأهل المشرق للاندماج مع العجم والتعرف على حضاراتِهم والغوص في علومهم ونشطت حركة الترجمة بتشجيع من الحكام للاستفادة من العلوم الأعجمية قدر المستطاع. 


شارك المقالة: