اقرأ في هذا المقال
- الحركة العلمية والأدبية في العصر العباسي
- مظاهر الحركة العلمية في العصر العباسي
- الثقافات المنتشرة في العصر العباسي
- أبرز العلوم في العصر العباسي
- أشهر علماء العصر العباسي
- أبرز المدارس العلمية في العصر العباسي
لاقت الحركة العلمية تطورًا كبيرًا في زمن العباسيين في كافة الميادين، ويرجع هذا لظهور العديد من العلماء والمفكرين في العلوم وتوسع الترجمة وتبني الحكام لها، وانتشار التعليم المعاهد وكذلك المجالس الثقافية وفي هذا المقال سنتحدث عن الحركة العلمية في العهد العباسي وأبرز مدارسها وعلمائها.
الحركة العلمية والأدبية في العصر العباسي
حظيت البلاد في العهد العباسي على مكانة عالية من جميع النواحي السياسية والاقتصادية وغيرها كما اتسعت رقعتها نتيجة لكثرة الفتوحات، وتمكن بنو العباس من الاندماج بالعجم والتعرف على ثقافاتِهم وحضارتهم وكل ذلك مهد الطريق أمام الكثير من العلماء للبروز والظهور فنراهم تميزوا بالكثير من العلوم مثل الفقه واللغة والفلسفة.
كما ورد في كتب التاريخ أن الحركة العلمية بدأت في زمن الأمويين لكنها ازدهرت بشكل ملحوظ في العهد العباسي وأصبحت شاملة لجميع العلوم وتزين ذاك الزمن بمختلف العلوم والمعارف، وظهر دور ولاة الأمر العباسيين في الثورة العلمية من خلال حث العلماء ورواد الأدب على البحث والاستمرار بالعطاء والتعمق بمختلف العلوم من خلال إغداقهم بالعطايا وتخصيص المجالس للاجتماع بهم والاستفادة بعلمهم وجعلوا لهم مكانة مرموقة في البلاد والمجالس.
مظاهر الحركة العلمية في العصر العباسي
1- إعمار المساجد: إلى جانب دورها بأنها أماكن طاهرة لتأدية العبادات وقراءة القرآن فقد أصبحت بمثابة معاهد تعليمية يتوجه إليها رواد العلم، بقصد الدراسة والتعليم مثل مسجد الحرمان والمكّي وغيره.
2- المكتبات: تم إنشاء المكتبات الضخمة التي تُعدُّ نبراس للفِكر وترمز على التقدم الحضاري الذي انتشر في ذاك الوقت.
3- المُناظرات: وكانت تقام في مجالس ولاة الأمر والمساجد وتنشأ بين أهل الفقه والحديث، وكذلك اللغويّين ومثال عليها ما دار بين الأصمعي والكسائي.
4- توسع ثورة الترجمة: كان ذلك بسبب الانفتاح الواسع للدولة العباسية واندماجها مع الثقافات وحضارات العجم مما دفع عجلة الترجمة واتساعها، وقد عنى العباسيين بها ومنهم أبو جعفر المنصور وقد وجه طبيبه لترجمة الكثير من المؤلفات اليونانية.
5- ازدهار علم الفقه: برز في ذاك الوقت شيوع واسع للمذاهب الفقهيّة بمساندة العديد من الأئمة مثل الشافعي وابن حنبل وغيرهم، وتميزت هذه المذاهب بتناولها موضوع واحد.
الثقافات المنتشرة في العصر العباسي
1- الحضارة الفارسية: انتشرت ثقافتهم بشكل كبير في الزمن العباسي ويعود سبب ذلك إلى اهتمام بني العباس بالفرس وتعيينهم في مناصب إدارية مهمة فظهر منهم الوزراء والقادة.
2- الحضارة الهندية: وصلت الثقافة الهندية إلى البلاد العباسية رغم البعد الجغرافي بينهما وتم ذلك بواسطة التجارة والفتوحات، وتعلم أهل المشرق منهم أنماط الطب وتعمَّقوا في معتقداتهم وعاداتهم، وخاضوا في علم النجوم.
3- الحضارة اليونانية: تغلغلت ثقافتهم في الدول العباسية نتيجة نشاط الترجمة وتقدمها وأنشأت المعاهد اليونانية التي عملت على انتشار حضارتهم في المشرق وتعلموا منهم الفلسفة والأدب، الذي كان يعج بالكثير من الحِكم.
أبرز العلوم في العصر العباسي
1- علم اللغة والنحو.
2- علم العروض والشعر.
3- علم الجبر وحساب المثلثات.
4- علم الكيمياء.
5- علم التاريخ.
6- العلوم الفزيائية.
7- علم الطب.
8- علم الرياضيات.
أشهر علماء العصر العباسي
1- الخليل بن أحمد الفراهيدي: يعتبر من أبرز علماء النحو وكذلك الأدب والكلام المنظوم وغيره ومن أشهر مؤلفاته كتابه الحروف.
2- الجاحظ: يعتبر من أهل البلاغة والأدب وله العديد من المؤلفات التي أثرت الأدب المشرقي مثل مؤلفه البيان والتبين وغيره.
3- محمد بن موسى الخوارزمي: تميز في علم الجبر والخرائط وله مؤلفات عدة منها مؤلفه صورة الأرض.
4- جابر بن حيان: برزَ في الكيمياء والطب وكذلك الهندسة.
5- القاضي أبو يوسف: يُعتبر من أهم الفقهاء في ذلك العصر.
أبرز المدارس العلمية في العصر العباسي
1- المستنصريّة: أُسست هذه المدرسة في بغداد وأمر بتشييدها المستنصر بالله، وتعد من أقدم المعاهد التعليمية في العالم.
2- النظامية: يعد أول معهد أُسس في ذلك الوقت بأمر من الوزير السلجوقي والذي اشتهر بولعه بالعلم، ومن أهم المدرسين فيه الغزالي وابن جبير.
3- الشرابيّة: وما تزال معالمها قائمة حتى زمننا هذا وأنشأت في بغداد بأمر من الناصر لدين الله.
وفي النهاية نستنتج إن الثورة العلمية قد تطورت بشكل كبير في زمن بني العباس ويرجع سبب ذلك لاهتمام ولاة الأمر بالعلم والحث عليه وتأسيس المجالس للاجتماع بالعلماء والاستفادة من علمهم، وكان للتوسع الكبير في الترجمة دور في تقدم الثورة العلمية ومن أهم العلماء الذي تميزوا في ذاك العهد الفراهيدي والجاحظ وابن الهيثم وغيرهم.