الحسود لا يسود - Victory dose not come be jealousy

اقرأ في هذا المقال


على مدى العصور القديمة وحتى هذا اليوم يوصف الشخص الحسود بأنه إنسان تعيس وبائس، ففي هذا الزمن كثروا الحساد والبغضاء الذين يملكون داخلهم كمية كبيرة من الغل والحسد للأخرين، فالحسود يبقي عينه على ما لدى غيره من مال وإنجاز ومعطيات حياة، فهو يعتقد أن نجاح الأشخاص يأتي دون جهد وعناء وعمل دؤوب.

قصة مثل “الحسود لا يسود”:

يقال قديماً في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله كان هناك رجل قريب من الوزير وأمير المؤمنين، فكان المعتصم بالله يقربه منه ويصادقه وجعله يدنو منه لدرجة كبيرة حتى وصلت به الدخول إلى حرم المعتصم دون استئذان، وكان عند المعتصم وزير حقود يملأه الحسد والغل، فصار ينغاض من ذلك الرجل ويُحسد على قربه من المعتصم، ففكر في ذهنه في خطة يحيكها لقتل هذا الرجل والتخلص منه خوفاً أن يأخذ مكانه يوماً من الأيام.

فقام الوزير بالتقرب من هذا الرجل، فيلاطفه ويسايره حتى جاء به ذات يوم إلى منزله، فقام الوزير بالترحيب به وإعداد الطعام له، وعند طهو الوزير للطعام أخذ بتقشير الكثير من الثوم ووضعه في الطعام وسكبه أمام الرجل ليأكل منه، وعندما أتم الرجل الأكل قال الوزير له: إحرص أن لا تقترب من أمير المومنين؛ فيشتم رائحة الثوم فيك، فإنه يكرهه ويتأذى بسببك.

وبعد ذهاب الرجل، قام الوزير بالذهاب إلى القصر وطلب الحديث إلى أمير المؤمنين فالتقى به، فقال له: يا أمير المؤمنين ذاك الرجل الذي قربته منك يقول عنك أمام الناس أنك رجل (أبخر) والأبخر هو الرجل الذي يمتلك رائحة فم كريهة، وأنه أُرهق من رائحة فمك، وبعد قليل جاء الرجل إلى أمير المؤمنين واضعاً طرف جلابيته على فمه، خوفاً من أن يشتم أمير المؤمنين رائحة الثوم من فمه.

عندما شاهده أمير المؤمنين وهو يغطي على فمه، صَدق ما قاله له الوزير عن ذلك الرجل! فقام الأمير بإرسال كتاب إلى أحد العاملين عنده قال فيه: (إذا وصل إليك كتابي، فاضرب رقبة حامله)، وأعطاه الكتاب وقال له: إذهب به إلى فلان ورد إلي بالجواب، فأطاع الرجل الأمير وأخذ الكتاب وذهب به من عنده.

حين وصل الرجل إلى الباب التقى بالوزير، فسأله: إلى أين تذهب؟ فأجابه الرجل: إلى فلان من العاملين، فدار في ذهن الوزير أن الأمير دفع بهذا الرجل لأخذ المال الوفير، فقال له: ما رأيك في أن أخذ هذا الكتاب عنك وأوصله بدلاً منك فأريحك من التعب ومشقة السفر وأعطيك ألفين ديناراً؟ فأجابه الرجل: أنت رجل حكيم وكبير ومهما تأمرني بفعل سأفعل، فأخذ الوزير الكتاب وأعطاه ألفين دينار، وهنا انقلب السحر على الساحر، فسار الوزير بالكتاب إلى العامل المراد، قرأ العامل ما يأمره أمير المؤمنين بالكتاب، فقام بقطع رقبة الوزير وأرداه ميتاً.

العبرة من مثل “الحسود لا يسود”:

كل إنسان في هذه الحياة مكتوب له نصيبه، فما هو مقدر له سوف يكون من نصيبه وما هوه ليس مقدر له فهما صال وجال لن يحصل عليه، فعلى الإنسان أن يكون متصالحاً مع ذاته ويرضى بما هو مقسوم له، فالحسود مهما اطلع على ما عند غيره من أرزاق لن يقدر الحصول على شيء منها ما دام تفكيره يتمحور بما لدى غيره.


شارك المقالة: