الحمقى يندفعون إلى ما يخشاه الملائكة - Fools rush where Angels fear to tread

اقرأ في هذا المقال


من النادر أن يتروى الحمقى اتخاذ قراراتهم، ففي الغالب يندفعون وراء ردود الأفعال السريعة، وهذا الأمر يعرضهم في معظم الأحيان إلى عواقب وخيمة تضر بهم، وذلك على عكس الأشخاص الحكماء الذين يقومون بالتفكير الكامل قبل أن يُقدموا على خطوة باتجاه أي موضوع، وبهذا الأمر انتشر المثل الإنجليزي القائل (Fools rush where Angels fear to tread)، الذي قصد بالملائكة فيه على أنهم الحكماء، الذين يمتلكون قدر عالي من الذكاء والفطنة.

قصة مثل “الحمقى يندفعون إلى ما يخشاه الملائكة”:

يحكى في قصة هذا المثل الإنجليزي أنه كان هناك حمامة شابة شقيةٌ جداً، لم تكن تمتلك الكثير من المعرفة والخبرة، وفي أغلب الأحيان كانت تقع في الكثير من المشاكل، فيتسبب لوالديها الأذى والقلق، وفي أحد الأيام أخذت تلك الحمامة بالطيران إلى مكان بعيد في الغابة لم تذهب إليه قبل ذلك، ثم حطت على شجرة هناك.

كانت توجد بومة عجوز بالقرب من الحمامة، تملك من الحكمة والخبرة الكثير، فقامت بنصح الحمامة بالابتعاد عذ هذا الجزء من الغابة، وأن ترحل إلى موطنها الأصلي؛ وذلك بسبب وجود الكثير من الفاكهة المسممة، كما يوجد في هذا المكان الكثير من الحيوانات المفترسة.

كانت هذه الحمامة ساذجة وصغيرة جداً، لدرجة أنها لا تستطيع أن تميز بين الفاكهة السامة والفاكهة الصالحة، وبالرغم من جميع التحذيرات التي قدمتها لها البومة بعدم الإقتراب من الفاكهة البراقة والملونة، إلا أنها لم تستوعب ذلك الأمر، وعند عودة الحمامة إلى موطنها شعرت يالجوع، وعندها تذكرت نصائح البومة لها ولم تقترب من أي نوع من الفاكهة البراقة والملونة.

حطت الحمامة على شجرة كبيرة من التوت الأسود، وبما أن التوت معتم وقاتم اللون، لم يحصل على إعجاب الحمامة، ثم تركته وطارت إلى شجرة أخرى، يانعة الثمار ويشبه ثمارها التفاح، ورغم التحذيرات التي قالتها لها البومة، إلا أنها لم تقوى على الجوع، وأكلت من ثمار تلك الشجرة.

وبعد مرور القليل من الوقت أحست الحمامة بالتعب الشديد، فسقطت ميته، فقد كان سبب موتها هو حماقتها، فعلى الرغم من علمها بأن الفاكهة مسمومة، ورغم أيضاً نصيحة البومة لها، إلا أنها رمت كل تلك الحقائق وراء ظهرها وانجرّت متبعة شهيتها فكانت هذه نهايتها.


شارك المقالة: